|
وَ زِيْدَ عَلَى قَهْرِيْ صوَاعٌ مِن العَنَا |
وَ لَا قَلْبَ لِي - بَلْوَايَ - لِلْبَيْنِ أَدْمَنَا |
أُحِبُّ هَوَاهَا , يَسْتَحِثُّ الِّلقَا بِهَا |
هَوَايَ فَيَدْمَى مِنْ شِكَايَاتِ مَا جَنَى |
هِيَ البَدْرُ لَمَّا أَشْرَقَتْ بَعْدَ عُتْمَةٍ |
تَمَادَتْ عَلَى لَيْلِي فَأَرْدَتْهُ مُثْخَنَا |
كَنُوْرٍ مِن الِإشْعَاعِ يَجْتَازُ وَاثِقًا |
ظَلَامِي وَ دَيْجُورِي , بَهِيًّا مُلَوَّنَا |
فَهِيْ مُهْجَتِي تَنْسَابُ مِنْ خَلْفَ أَضْلُعِي |
وَ هِيْ أَدْمُعِي , بَلْ هِيْ وُجُودِي , وَ هِيْ أَنَا |
وَ أَذْكُرُ طَيْفًا لَو تَبَدَّى ضِيَاؤُهُ |
لَأَشْعَلَ نِيْرانًا وَ بِالنُّورِ آذَنَا |
وَ حُلْمًا تَمَطَّى فِي شِغَافِي بِعِطْرِهِ |
فَأَمْسَى بُعَيْدَ الهَجْرِ فِي الرُّوحِ بَرْثَنَا (1) |
وَ تَثْأَرُ مِنِّي ذِكْرَيَاتٌ تَوَطَّنَتْ |
بِقَلْبِي حُجَيْرَاتٍ وَ بِالفِكْرِ مَسْكَنَا |
كَأَنِّي حُطَامٌ إِذْ تَهَاوَتْ , كَأَنَّها |
تَهَاوَتْ عَلَى صَدْرِي , حطامٌ كَأَنَّنَا |
تَهَادَى خَيَالِي مِثَلُ طِفْلٍ تَزَهَّرَتْ |
عَلَى ثَغْرِهِ البَسْمَاتُ فُلًّا وَ سَوْسَنَا |
فَمَا نَالَهُ إِلَّا احْتِضَارٌ وَ لَوْعَةٌ |
فَأَجْهَشَ نَوَّاحًا وَ لِلْهَمِّ أَذْعَنَا |
وَ أَقْفَرَتِ الذِّكْرَى فَمَا ازْدَدْتُ بَعْدَها |
مِن الدَّمْعِ إِلَّا مَا عَمَانِي وَ أَحْزَنَا |
وَ صِرْتُ إِلى مُسْتَنْقَعٍ بَعْدَ نَأْيِها |
بِأَوْحَالِهِ أَقْذَى وَ أَعْيَى وَ أَنْتَنَا |
سَمَوْتُ بِحُبِّي فِي سَمَاوَاتِ عِشْقِها |
وَ لَمَّا رَمَانِي الحَظُّ أَخْنَا وَ طَعَّنَا |
فَلَا مِنْ حَبِيْبٍ , لَيْسَ بَعْدَ الَّتي لَهَا |
بِأَفْنَانِ قَلْبِي عِشُّ وِدٍّ تَبَغْدَنَا (2) |
وَ لَا مِنْ غَرَامٍ تَرْتَوِي مِنْهُ مُهْجَتِي |
سِوَى مَا تَنَدَّى مِنْ طِلَاهَا فَجَنَّنَا (3) |