لن يحمر الأفق مساء الغد
قلبي على الطفل المغادر حضن أمّ.يسافر عبر الأزقة ، يطوي الأماكن .
قلبي عليك نفرْتَ، أبيْتَ أن تستظل بالشغاف ، خرجت توغل في العتم ، تمنحك الشوارع العتيقة بقعا من مائها ، تزين صدرك أوسمة من طين الفَخار فيزهو جسدك وتتطاول هامتك ، وتعترش روحك الكون .
تهديك الجبال الشم حجارتها ، نتفا من كينونتها التي عبرت إليك الأزمان ، تحملها في راحتك الصغيرة بفرح كأنها قطعة حلوى ، تحضنها الأصابع الصغيرة بشدة فتتسرب من بينها إذا حُمَ النزال شلالا دافقا يصبغ الفضاء.
أيها الأمل ، إلى وجهك الصبوح ترنو العيون ، وإلى يديك الصغيرتين تهفو الحجارة المباركة ، ولروحك الطاهرة تعاود قناديل قبور الأجداد ضوءها الذي خبا من طول انتظار .
سكن الآباء دمك وها هو الماضي المخزون في تلك الصخور المتوهجة افتتانا بك ينادي: مَن يسكن فلواتي ، ويضيء حاراتي ، مَن يتمرغ برمال شواطئي البيضاء ، ويتعمد بماء نهري المقدس !
من يفتح بابا صدئا فيطلقني ؟ أهو أنت ؟ أيها الفتى الآتي من رحم الحجارة !
لن يحمَرّ الأفق مساء الغد ، فقد انهمر اللون سخينا لينبت أزاهير الحرية .