دونما دعوة مني – تقاطرت على القلب وفودٌ من خواطـر الآهات والأوجاع والمجاهيل .. تـُسامرني على موائد الأرق .. بين النيام ؛
ربما أتت فقط لتـُذكـرني بما قد يغيب عني من آلام في غمـرة الحيرة ..
وكأن تلك الخواطر الحزينة القاسية - قد أدركت قبلي ما يُحاك لي في الخفاء وما يجري حولي في العلن ؛ ..
وكيف لا - فتلك هي سوقها الرابحة - فهي تـُدرك مآل الأمـر حين يكون صراع النفس الأبيّة مع القـدر .
وكأنها على علمٍ بما يدور في ساحات الخيال - حينها ، من مناظرات حامية تؤججها الأمانة والإيمان والرسالة والمسئولية . ..
يقـود العقل أحد الأطراف وأنصاره الفكـر والمنطق والواقعية والموضوعية ...
وطرف في الجهة المقابلة تقوده العاطفة ، ويُناصرها الأدب والشعـر والأحزان والدموع والأحلام والأمل ..
أهدتني خـواطر المجهول - حينها - أدباً .. ناحت به كلمات ساحرة آسرة - حاملة وصفاً - لا أجـده غريباً عني ، ولا أذكر أني قد خبرته- قبـلاً .
سألت العقل يومها عن كنه ذاك الأدب .! ما عساه يكون ؛ وما حاجتي للخيال وأنا مؤمن أدري عن الأقدار ما أدري ..!
فما كاد الفكر يُطيق صبراً لأُكمل للعقل ما جاش في صدري .. حتى انهال عليه وصفاً قاسياً ليس فيه ما كنت أرجـوه من الحذرِ .
يقول الفكر ما الأدب إلا كلمات هائمة - تـُنافق أحـرفها هوى النحوِ ، .. فترفع الهامات شامخة مع كل رفعٍ .. وما أن يغيب الضم حتى تعشق الكسر .. دون أن تنسى نصيب المـد من ودهـا .. وترضى سكوناً قاتلاً إذا ما أشكل الأمـر ..
فقلتُ للعقل الشارد الجامح لا يغرنك المنطق كثيراً ولا تشطح بالفكـر بعيداً .. فأنا أدرك أن الأدب إكسير السعادة وغذاء الروح وعزاء الحيارى ..
وأعلم أن لن يغفـر جـرمي إنسان بسيط - لو قلت له يكفي أدباً .. فكيف والحال أني ضيف وطفل صغير في واحة جهابذة الأدب .
فـرد المنطق مسانداً للعقل والفكـر .. قائلاً : أخشى إن طغت العاطفة والأشعار ولغة الآهات على الأدب .. أن تظـل الآمال .. أحـلاماً إلى الأبـد ..
وخلصت تلك المناظـرة الفكرية الأدبية إلى نتيجة مفادها أن من أراد فك طلاسم الواقع العربي الإسلامي ..
فعليه أن يبحث في الجمل التائهة بين الموضوعات الشائكة عله يجـد حـلاً للمعادلة التي تقول ..
اجعل هذا الأعـوج مستقيماً ، مع المحافظة على اعوجاجه ..!
معذرة يا سادة الأدب .. ما هي إلا خواطر حزينة عابرة .. استوقفتها قليلاً فجثمت على الصدر طويلاً .. فنسختها لكم بكل أمانة كما وجدتها ..