الأخت الفاضلة .. فاطمة جرارعة
شكراً على التنبيه والتحذير .. وأرجو أن يُحسب لكِ ذلك في ميزان حسناتكِ ..
وأنا هنا لي ملاحظة على روح الموضوع .. أتمنى أن أستنير برأيكِ الشخصي ، وآراء بقية المهتمين من الزملاء الأفاضل .. حيالها ..
حيث أرى أن أمـور الكلام ترتبط أرتباطاً وثيقاً بالنية والقصد ، وبما يترتب عليها لدى الطرف الآخـر ..
وإني لأخشى كثيراً على العقل المسلم والفكر العربي من سلبيات المبالغة في التحذيرات ..
ومن وجهة نظري .. فإننا نستعمل كلمة التحيات في كتاباتنا من منطلق مدلولها اللغوي، وليس بمدلولها الشرعي ..
حيث أن مدلولها اللغوي يُفيد التقدير والاحترام وإظهار المحبة والرضى والمودة .. من شخص لآخـر ..
ولذلك فالواحد منا يقول للآخـر تحياتي - فينسبها لشخصه - فتؤدي المعنى الذي يقصده بها في نفسه .. ولا أحـد يستعمل التحيات بصغيتها المطلقة ..!
ولعل تعـدد الدلالات - لذات اللفظ - عند وزنه بالميزان الشرعي واللغوي .. يتكرر كثيراً ، وربما لا مناص من استخدام اللفظ وربط دلالته بالنية في مواقف عديدة .. فمثلاً :
العظيم .. هو أحد أسماء الله الحسنى ، والعظمة لا تكون لغير الله من المنظور الشرعي ..
ولكن نجد أن الله سبحانه وتعالى قد استعظم كيد النساء .. بالنسبة للرجال .. وذلك بالدلالة اللغوية للفظ .
ولذلك فنحن نـُطلق صفة العظمة على عدة أمور معنوية وعدة أشياء مادية من صنع البشر .. ولم ينكر العلماء ذلك ..
كذلك الصـلاة ..
فنحن نصلي الله ، ونصلي على الرسول ، والله سبحانه وتعالى يُصلي على الرسول ..
ونحن نعلم أن صلاتنا لله .. عبادة وطاعة .
وصلاتنا على الرسول .. دعاء له بالمغفرة والمكانة الرفيعة ، وذكر له في العالمين .
وصلاة الله على الرسول .. هي المغفرة له وبعثه مقاماً محموداً .
وغير ذلك كثير ..
أشكركِ أختي الكريمة .. وأرجو المزيد من التعاطي مع الموضوع .. لتعم الفائدة .