|
كم من عزاء أو نواح أو قصيدْ |
كم من خطيب أو كلام كالحديدْ |
كم من رجاء في الليالي صاعدٍ |
نحو السماء بدعوة الربّ المجيدْ |
كم من دموع للمآقي أحرقت |
أو ما تولّى سكبَه حزن شديد ْ |
كم أطلق الآهات منّا شاعر |
أو كاتب في كلّ إبداع جديد |
قد أتعب الأقلامَ عمق جراحنا |
وتكسّرت في البحث عن فنّ تليد |
ولو اجتمعنا في صعيد واحد |
وتساءلت أوراقنا هل من مزيد |
ما كان في ميزان ربّ عادل |
ما قد جمعنا مثلَ أدماء الشهيد |
"ياسين" عذرا.. قد غدونا كالدّمى |
نرثي الشهيد ولا نرى الدرب العتيد |
نأبى الشهادة إن رأيناها دنت |
ونقول إنّا نطلب النصر الأكيد |
قد كنت لا تخشى من يهود بغيهم |
في المقعد الجرّار لا الحصن المشيد |
فانظر إلينا في مكاتبنا التي |
نخشى وراء جدارها أذن الرصيد |
لم يعلُ بعض كلامنا وصراخنا |
إلاّ بما يرضاه شيطانٌ مَريد |
إذ أدرك الطاغوت أنّ نحيبنا |
أصداء آهات ونوح لا يفيد |
نحصي ضحايانا إذا سقطوا وإن |
لم نحصِ عدنا للشجار كما نريد |
"ياسين" عذرا أعطيتنا درسا فهل |
تجدي دروس قبل أن يقع الوعيد |
هذي فلسطين التي أحييتها |
فصنعت جيلا عهد أمجادٍ يعيد |
ما كان صنعه بالكلام مردّدا |
أو بالأماني أو بشعر أو نشيد |
بل كلّ ذاك وسيلة أنعم بها |
إن تجعل الإنسان طودا لا يحيد |
"ياسين" عذرا إنّنا نرجو الهدى |
لكنّنا في هذه الدنيا عبيــد |
إن جمّدت أرزاؤنا أحداقنا |
سرعان ما ننسى بلهو نستعيد |
نرضي ببعض كلامنا وجداننا |
فيه الهدى.. لكنّنا لا نستفيد |
"ياسين" لم يرقَ العلا إلاّ على |
التخطيط والتنظيم والعمل السديد |
عبر السنين يعدّ جيلا صامدا |
من كلّ شاب أو فتاة أو وليد |
في الجامعات وفي المساجد كلّها |
في الدور والأحياء في صبر مديد |
من كان يرثي صادقا شهداءنا |
أو قال طوبى للشهيد فذاك عيد |
فليمض في درب عتيد شـقّه |
بالقول والأفعال والجهد الجهيد |