كفاني بعـــاد
آلمتني الهمومُ حتى سعيتُ
أعسفُ الأيامَ للآل غدوتُ
أداوي الجراح بجرح جديدٍ
ولستُ معافى وما قد قسوتُ
أحاول غفوا ولست بغافٍ
غير ثوانٍ بهن شقيتُ
وكيف المنام لقوم أُذلوا
بعد عزٍ كالذي قد رأيت
رافع الرأسٍ عزاً أُباهي
طائعاً أنفر عن ما نُهيت
أرقبُ الوقت حباً أصلي
قادني الشوق للسجود هويت
أتلو كتاب العزيز قياماً
مُستلذ الأنس لما بكيت
راكعاً أخفض رأسي بعزِ
كلما عفّرت وجهي علوت
سعيدٌ بما كنت فيه بريئا
حتى فتنت وللذنوب دنوت
ألمس الإثم فأبدوا بشوشاً
باسماً والنار في قلبي تبيت
فاستحال الأنس ذلاً وقهراً
والأسى بعد الهموم سُقيت
فأقبلن الله أوبي وتوبي
كفاني البعاد الذي قد لقيت
عبد الله غالي المغري