أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: أيــن أنـتِ يـا أمُـي .......

  1. #1
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي أيــن أنـتِ يـا أمُـي .......

    دخلت إلى حجرتها منهكة
    للتو فرغت من عبء يوم طويل .. شاق .. ممل ..
    كانت عقارب الساعة تتعانق عند منتصف الليل ..
    الكل يغط في سبات عميق..
    الهدوء شلال ينساب بين أثاث البيت ..
    ألم يتناثر هنا وهناك ..
    آه يا أمي لمَ تركتِنا ….. ؟
    كم شقينا أيتها الحانية بعد رحيلك ..
    تنظر إلى أختها التي تصغرها .. نائمة هي في فراش متواضع رث ..
    كفها الصغير ينام تحت خدها الأيمن
    ينفرج ثغرها الصغير الوديع عن أسنان لامعة دقيقة كأسنان أمي ..
    كلما نظرت إليها تذكرتك يا أمي ..
    وهل نسيتك لأذكرك ….. ؟
    جالت هناء بعينين كسيرتين منهكتين أرجاء المكان وراحت تلملم خصلات شعرها بكفين رقيقين وأنامل دقيقة شفها الحزن على أمها التي لم يمضِ على رحيلها إلا أقل من عام .
    ألم غرسه أبوها في قلبها لن تنساه عندما لم يمهلها والصغيرة لأن تبكيان أمهما ..
    فقد أتى بمن تحل مكانها وتملي عليه وحدته ……
    هكذا قال وهو ينبئنا بنبأ زواجه الذي وقع علينا كالصاعقة .
    سامحك الله يا أبي .. قالتها وهي تطرق برأسها
    انتفضت فجأة وكأنها تذكرت أمر هاما ..
    تجثم على ركبتيها بجوار الصغيرة النائمة ..
    ترفع الغطاء عن جسدها النحيل
    تكشف عن ظهرها ..
    تغرورق عيناها بالدموع وهي ترى ما خطته قسوة زوجة أبيها على ظهر المسكينة ..
    تحاول أن تفتح عينيها لتتحقق مما ترى ..
    لا تكاد ترى شيئا فقد اختلطت في عينيها أبشع علامات القسوة التي رأتها ..
    تلثم وجنة الصغيرة بقبلة لم ترها كافية فتضمها إلى صدرها
    لم تعلم كم بقيت الصغيرة بين أحضانها
    سامحك الله يا أبي .. قالتها وهي تجهش ببكاء مخنوق وحزن يكاد يعتصر قلبها الكسير
    ألقت بجسدها المتعب على فراشها وراحت بفكرها تجوب أرجاء عالمها المتشح بالسواد
    تذكرت أمها
    تذكرت كيف أنها لم تكن تتركها تفعل شيئا من أعمال المنزل
    فقط كانت تهتم بشؤون دراستها
    تذكرت ابتسامتها العذبة الدافئة
    تمنت الخلاص من كل هذا الجحيم الذي يلفها
    متى سأتزوج .. ؟
    تهز رأسها وكأنها تطرد الفكرة ..
    أتزوج .. ؟
    وأختي ..؟
    هل سأتركها تعاني كل هذه القسوة بمفردها .. ؟
    لالا لن أفكر بهذا ..
    زوجة أبي تملك من القسوة ما يفوق قسوة الصخر الجامد الصلد
    أبُ لاهٍ يغض الطرف كثيرا عن كل ما نلقاه منها ..
    لم تعد إلى عالمها إلا عندما شق رنين الهاتف صمت المكان وهدأة الليل ..
    ترى من يكون هذا ……. ؟
    تنظر إلى ساعتها فإذا بعقاربها قد سبحت في بحيرة من المياه ..
    تهزها بقوة .. لكنها لا تتحرك .. ساكنة كإحساسها بالحياة ..
    كل هذا والهاتف يرن ويرن ..
    ألو ….
    جاءها من هناك صوت رخيم دافئ يقول :
    أما زلت مستيقظة … ؟
    من أنت ..؟
    أنا من لا ينام حتى يغرقك تفكيرا …
    آه يا صغيرتي كم أحبك ..
    ينتفض جسدها .. تضع السماعة .. تعود إلى حجرتها .. رعشة تهزها .. قلبها يخفق بشدة
    تشبك أصابعها علها تتوقف عن هذه الرعشة ..
    دون جدوى
    تندس في فراشها وتحاول عبثا أن تنام ..
    تلك الكلمة لا تزال تتردد صدى في أذنيها ..
    ترى من يكون ….. ؟
    ماذا يريد مني …..؟
    كاد قلبها أن يقفز من مكانه مرة أخرى عندما عاد رنين الهاتف يقض مضجعها ..
    تضع وسادة على أذنيها ..
    تتجاهله ..
    لا تقدر ..
    تثب من فراشها مسرعة .. يداها ترتجفان بشدة
    تمسك السماعة بكلتي يديها ..
    أحبك … صدقيني … أنا أحبك …
    من أنت .. ؟
    لا يهم … المهم أنني متيم بك إلى الثمالة ... مفتون بك حد الموت ..
    هل تعرفني .. ؟
    كيف لا أعرفك وأنت تسكنين قلبي .. ؟
    إذا من أنا .. ؟
    أنتِ حبيبتي هناء …
    تصمت برهة وقد بدأ العرق يفتح طرقا في جسدها ..
    ماذا تريد .. ؟
    لا شيء فقط أردت أن أبث إليك إحساسا طالما حفظته لك وحدك ..
    أرجوك .. لا أريد أن أسمع هذا ..
    أعلم يا صغيرتي ولكن هذا مالا أملكه .. لا أستطيع السيطرة على قلبي ..
    أرجوك لا تكوني قاسية هكذا ..
    لقد جئتك محبا أضع قلبي بين يديك راكعا تحت قدميك فهل سترحمينه ..؟
    حلقت هناء مع كل كلمة تفوه بها ..
    لم تشعر بنفسها إلا وهي تبتسم وتنصت طالبة المزيد ..
    حسنا ولكن من تكون .. ؟
    أنا من يسكن بالطابق العلوي ي صغيرتي ..
    من .. ؟
    أبو …….. ؟
    نعم أنا هو …. يضحك ..
    وزوجتك ….. ؟
    لا يهم ….. كل ذلك لا يهم .. المهم أنني أحبك .. ستكونين لي الزوجة والحبيبة بعد أن أطلق زوجتي التي لا أحبها ..
    وأطفالك .. ؟
    لا تهتمي سأتدبر الأمر ….فقط أريد أن أراك الليلة …
    تراني …… ؟
    أين .. ؟
    لماذا …. ؟
    سادت لحظة صمت طويلة ….
    تهز رأسها بشدة …. ترفض ضعفها … تطرد أفكارها المجنونة وحاجتها إلى الدفء ..
    تضع سماعة الهاتف بهدوء ..
    تعود إلى حجرتها ..
    تجلس بجوار الصغيرة ..
    عاد الهاتف ليرن مرة ثالثة … يرن … يرن … يرن ..
    لكنها لم تسمعه هذه المرة ..
    فقط جاثمة بجوار الصغيرة ..
    أقعدتها من نومها ..
    جذبتها إليها ..
    رأس الصغيرة يتمايل من غلبة النوم .. وظفيرتها تتدلى دونما ترتيب ..
    ضمتها إلى صدرها ..
    أجهشت في بكاء مرير مرير مرير …..
    سامحك الله يا أبي ….. أين أنت يا أمي …
    وجرس الهاتف لا يزال يعوي عواءً لم تسمعه هناء ..

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.34

    افتراضي

    المحمدي الجميل ........
    عنوان شاعري ، موحي ، له من الدلالات ما يمكن ان تستفيض منها رواية بل روايات ، لقد وظفت العنوان بطريقة جميلة ، حيث جعلت خافق المتلقي يتعلق بالحدث القصصي هنا من البدء للنهاية وكأني به يبحث معك عن نهاية ترضي الانسانية في الانسان ،لقد اثرت موضوعا ، حمل سمة اجتماعية بلغت من ضراوتها ان اصبحنا بين كل اسبوع اخر نقرأ نصا يتعلق به ، زوجة الاب ، وتعاملها مع اولاد الزوج ، حيث اصبحت هذه العلاقة مثار جدل كبير وطويل ، والاغلب يتفق على كونها علاقة سلبية ، ونادرا ما تكون ايجابية ، لكننا اليوم وهنا امام معضلتين كبيرتين ، الاولى هي المشكلة نفسها علاقة زوجة الاب ، والثانية ماهية التضحية هنا من الاخت الكبيرة من اجل الاخت الصغيرة ، حيث النص يظهر لنا تناقضا صوريا ومشهديا ووجدانيا بديعا ، العلاقة التي تسير نحو منحى سيء والثانية تسير نحو منحى ميثالي ، وكلاهما ضمن اطار نص يعيش في ثورة داخلية،الفكرة عميقة جدا ، لم تحل لغة خطابها بالرغم مما شابها من بعض الاضطراب ، دون التفاعل مع دلالتها البعيدة الغور ،القفلة جاءت تضع النص ضمن النصوص التي تبقى ذات تأثير في ذهنية المتلقي حتى بعد انتهائه منها.

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.44

    افتراضي

    عاشق الخيل ..

    في البداية أحسست أنه نص قصصي عادي لموضوع تناوله الكثيرون بطرق مختلفة ..
    قصة تتناول وضع اجتماعي ، زوجة الأب والأثر السلبي الذي تتركه في نفوس الأطفال خاصة ، والأب الذي يرى ولا يرى كي تسير المركب إلى بر أمان يرسو عليه ، لتأتي النهاية بما لم يتوقعه القارئ ، وهو الجانب الأخلاقي ..
    حيث يأتي من يستغل الفراغ العاطفي والحاجة للدفء ، ليدخل عبر اسلاك الهاتف في حياة يتيمة تتعرض للأذى ، ليطلب منها أن تضع صورتها في نفس الإطار الذي فيه صورة معذبتها ..

    نص رائع السرد وشيق ..

    تحيتي ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  4. #4
    الصورة الرمزية زين عبدالله قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 544
    المواضيع : 40
    الردود : 544
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    صورة تتكرر بشكل أو بأخر ولكن النتيجة لا تختلف
    والأستقلال اصيح أفة المجتمع
    تحياتي لروحك أخي العزيز عبدالله
    دمت بالف خير
    [نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أيها الرائع الخلووق جوووو :

    لا تتخيل ياصديقي كم أسعد بمرورك على متصفحي وعلى حرووفي المنهكة

    كل عام وانت بخير

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    دخوون :

    إن كانت الواحة تدين لأحد فستدين لك حتما لأنك أصبحت وبحق تثيرين الحروف والأحاسيس هنا كما يجب .. وتهبين الجميع هنا قسما من نقائك ..

    كلمة شكرا - أخالها لا تفيك حقك دخوون ولكن لك مني امتنان يليق بكل هذا

    دمت نقية متألقة

    وكل عام وانت بخير

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.47

    افتراضي

    سرد شائق سلبني أنفاسي، سيما بعد نصفه الأخير وقد تسارع الحدث وتعاظم الاحتدام الشعوري
    وطرح جميل لصيادي الرؤوس ومقتنصي الفرص من بين دماء الجرحى والمعذبين

    جميل ما قرأت هنا أديبنا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.66

    افتراضي

    وحش
    انسان لا يستحق الحياة يحاول استغلال معاناة صغيرة لا أم لها
    ولا أب

    قصة أحزنتني
    وسرد رائع أخي

    شكرا لك

    بوركت

  9. #9
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,793
    المواضيع : 393
    الردود : 23793
    المعدل اليومي : 4.00

    افتراضي

    نص استحوذ عليَّ منذ العنوان .. ومع تصاعد الأحداث وتوتر الفتاة وصراع بين الوحدة وبين براثن ذئب يعوي في حرمانها متسنحا فرصة الفقد واليتم وصورة الصغيرة النائمة التي صمَّت أذنيها عن السمع
    رائع أديبنا الفاضل
    وليتك لزمت أسلوب الفقرة والجانب الأمن من الصفحة
    بوركت واليراع
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,762
    المواضيع : 352
    الردود : 21762
    المعدل اليومي : 4.87

    افتراضي

    الأخ/ عبد الله المحمدي
    دائما ما يجذبني ويأسرني أسلوبك في الكتابة..
    وهنا وفي سردية ممتعة حملت عمق الفكرة في
    لغة متينة وتعابير مؤثرة ـ أبدعت في إثارة عواطفنا
    لنعيش مع الحدث ونتفاعل معه, فقد صورت بمهارة
    كيف تتحايل الذئاب البشرية على الدخول بمنطق الحب
    والحنان لمن يعرف أنها تفتقده.
    راقتني كثيرا قصتك, والقالب الذي وضعته فيه
    تحياتي والورود.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يـا ويــلتي يـا بـــورما
    بواسطة نزهان الكنعاني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 29-06-2018, 11:50 PM
  2. بـيـاض يــدثـرنـي عـنـوانـه أنـت
    بواسطة وئام سميرة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-02-2009, 03:10 PM
  3. كلماتٌ إلى أمـي
    بواسطة حنين هندية في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 29-04-2008, 05:40 PM
  4. أمـي ياقلباً رحل ..!!!
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 04-12-2006, 01:01 AM
  5. من أنـتِ
    بواسطة محمود صندوقة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 15-11-2006, 02:44 PM