حين يتمكن البعدُ منّا..نستحيل ركاماً..
على أرصفةٍ من جليدٍ ، مددتُ لكَ يديّ ، حتى غرقتُ تحتَ ركامِ الأمنياتِ ، تصفعني أشواكُ الزمنِ تارةً ، وتمتزجُ خلايا روحي ، بعصائرِ الشوقِ الملتهبِ حيناً آخر، أسبحُ في الظلماتِ ، أبحثُ عنْ صوتكَ الحرير، عنْ ضحكاتنا التي كانتْ تمدّ القمَر بالضياءِ ، عن عيوني التي مافتئتْ تبكي أوجاعاً طغتْ على وحدتِها ، وسحقتْ كلّ أركان فرحتِها..
بخلتَ عليّ كما هُمْ بفرحةِ العيدِ.. جعلتني ألبسُ ثوباً من حزنٍ ، وذئابُ الوجعِِ تكتمُ أنفاسي ، حتى آخر مَسحةٍ في أنوثتي..
أنوثتي التي كانتْ ذاتَ يومٍ خاتمَ الحظّ ، لا تبارحُ أنملكَ ، وأنتَ تلتهم طلاء البياض ، الذي كنتُ أواري بهِ فيروزيتي ، خوفاً منكَ .. عليكَ ..
كنتُ أحتضنُ وهج ذكراكَ كل ليلةِ بُعدٍ ، وأرسمُ لوحةَ اللقاءِ ، أؤطرها بألواني الهادئةِ ، وأغزلُ لكَ من حنانِ روحي، كنزةَ العيدِ ، التي كنتُ قد وعدتكَ بها .
أغلقتُ كلّ نوافذي ، كي لا تنفخَ الريحُ فيها أنفاسها ، أبقيت لكَ بابَ القلبِ موصداً ، وتركتُ المفتاحَ على عتباتِ قلبكَ النائي ، أودعتكَ روحي أمانةً ، وحين عَودٍ ، وجدتُ فراشتي قد احترقت أجنحتها ، وأغصانُ النوى تُراقصُ طلّ الغيابِ ، فوق أبوابٍ مفتوحةٍ على مصراعيها، لكلّ الغربانِ التي تعشق النهشَ في النعوشِ..وأنت هناك.. بعيدٌ.. بعيد..
كمْ كنتَ قاسياً، حين بخلتَ أن تواري قبري ، وكمْ كنتَ كريماً في نسيانِ زاوية ، تعبقُ فيها فيروزةٌ غافية تحتَ جدرانِ التمنّي..
فشكراَ لكلّ هذا الكرم....!
منى الخالدي
23/01/2008
محاولة متواضعة بعد انقطاعٍ ، لعلها تكسرُ حاجز الصمتِ
أتمنى أن تنال رضاكم..