المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابيه أمال
ندعوك يا الله
ندعوك باسمك الواحد الأحد وأنت العارف بحالنا، المطلع على سرائر أنفسنا والعالم بمآلنا ومصيرنا..
ندعوك، ونحن نعرف أن رسالة الإسلام اليوم بيننا - نحن المسلمين – لم تعد كما كانت عليه يوم بعثّ بها إلى رسول العالمين محمدا – صلى الله عليه وسلم – هداية ونورا وتوجيها.. وحالنا اليوم تشهد بالتعثر في حفر الدنيا التي تزيغ بقلوبنا عن هديك كثيرا، وتستقيم قليلا كلما حاولنا فهم أسرار الرسالة، وكلما حاولنا امتلاك زمام هوانا ونحن نعيش حياتنا بشعاري "الإيمان" و"الإسلام"..
"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا"
هذا أساس البيعة التي كانت بين من مضوا من الصالحون منا وبين حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أشد عزما وهمة على حمل عزة الإيمان والإسلام بين ثنايا قلوبهم إلى يوم يبعثون.. لكن أغلبنا اليوم أخلوا بشرط البيعة الأساس، ألا وهو "التمسك" فظلوا الطريق أبدا..
وقد تركنا رسولك محمد - صلى الله عليه وسلم - على المحجة البيضاء، وبيّن لنا كل صغيرة وكبيرة جاء بها وحيك الإلهي في قرآن مبين، مضيفا لمضمون الإيمان والإسلام أحاديث توضيحية مفسرة ومكملة لدينك العظيم الذي قدر مكانة الإنسان وحمّله مسؤولية الرسالة، فاتحا أمامه طرق العقل والعلم والاهتداء والعمل، ونازعا منه كل نزعات الجاهلية، ومهذبا إياه، وشارعا له كل الحلول السليمة الصحيحة أمام كل مشكلة شخصية، أو جماعية، أو نفسية، أو فكرية، أو عقائدية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، ليجعله بذلك خليفة لك يا الله في الأرض.. ومع ذلك ضل الكثير منا الطريق فضلت بهم السبل.
الكثير منا يا الله فهم رسالتك على أنها فقط الوقوف أمام القبلة خمس مرات في اليوم، والصيام شهرا في السنة والحج – حتى لو لم يستطع إليه سبيلا –، ثم أباح لنفسه بعد ذلك ارتكاب ما لا يتفق وأساس البيعة التي جوهرها القرآن ومضمونها أحاديث نبيك الكريم.
وآخرون منا يا الله اعتبروا أن صلاح رسالة الإسلام مقرونا فقط بالزمن الذي بعثت فيه، وأننا اليوم بعيدون عن هذا الزمن ومقبلون على كل تغيير حتى لو كان تغيير الذمم..
وعديد هم منا الجاهلون لماهية رسالتك، والمنتسبون إليها بالاسم والنسب أو الادعاء حتى، وهم لم يقرؤوا من كتابك الكريم آية، ولا من أحاديث نبيك حديثا ولا اعتمدوا فتوى دينية فيما يخوضون فيه من أمور حياتهم الدنيا.
وباسم الإسلام يتحالف ويتضامن كبراءنا ومسئولينا اليوم مع من لم يبح أساس البيعة التحالف معه أو الركون لهواه، محرضين ومعينين له على ضرب وقتل إخوة لهم مجاورين، وتجويع أطفالهم، ومنع الماء والدواء عنهم وترك موتاهم على الطرق غذاء للطير، ثم نراهم بعد ذلك يصلون على حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهرين في مساجد ملونة بتراب الدنيا، ويدعونك السداد مسبحين بمسبحات الياقوت والزمرد.
لكل هذا والكثير، ندعوك يا خالق كل شيء ومليكه ألا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا، وأن تكشف عنا غمة الجهل وغواية الانحراف لنتقي برحمتك فتنة لن تصيب الذين ظلموا منا خاصة.. وأن تجلي عن أراضينا ظلم يهود ونصارى قواهم شرّنا على هتك حرماتنا فلم يراعوا فينا إلا ولا ذمة.
ندعوك يا ربنا أن نعمل في الحق ما من شأنه أن يصطفينا برحمتك من الذين اتبعوا هديك وسنة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم..
ندعوك يا رب محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجازيه عنا بخير ما جازيت به نبيا عن أمته..
أخيتي الكريمة آمال
مهمة جداً هي وقفات محاسبة الذات بمصداقية ومعاودة جدولة الفكر واستنهاض المشاعر لتسير في طريق
خير والاستعانة من قبل ومن بعد بالله عزوجل فما توفيقنا إلا به ولهذا من أراد التوفيق في الدارين فلا سبيل إلا الإمتثال لأوامره عز وجل واجتناب نواهية
ومن عظيم فضله تعالى أن ثواب الأعمال البناءة الكريمة رهينة نوايا خير صادقة
ودائماً وأبدا نسأل الله لنا جميعاً الهداية والتوفيق لكل مايحب ويرضى.
اللهم آمين
محبتي في الله لكِ ياآمال واحترامي العميق لفكركِ المشرق بكل خير.