ما أن تستسلم لعاصفة الحزن و الإحتمالات ، حتي تأخذك دوامة لتسلمك إلى أخرى أشد عنفا و قسوة و بطشا ، فتتقاذفك أمواج الحيرة لتتحلل في بحر إكتئابك مضيفا إليه قطعا من المرارة ماشهد مثلها قط - تزيده حزنا فوق حزن - فيتبخر من حولك فرقا ، تاركا سلطان ظلمته إليك و جبروت ظلمه عليك ، فلا هو الذي تركك تموت فإسترحت و لا هو أوصلك إلى أمل فحييت ، فتعصرك الأنواء ظلما و تعتصرك العواصف قهرا و تتلاطمك أعين الناس حيرة يرون و لا يرون ، منهم من يرقب نجاتك و منهم من لو إستطاع أغرقك ، فتعزف عنهم و يعزفون عنك ، فينشئون جدران قهرك و بحور ظلمتك و يعصرونك ألما فوق ألم ، فما كنت تأمل من دنياك هذا و لا جرُمت فتستحق ذاك ، فتخلد في بحرك و يخلد إليك فتُقتل تحت حمله أو يموتَ منك مرارة .