بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجملكِ .. من هنا .. إلى هنالك .. ترفرفين ..
تضمك زهرة .. وتحتويك أخرى .. نرجسة تسكنين .. و شقيقة تتوسدين ..
و الأريج يملأ الأرجاء .. يملأ الأنفاس .. فتعتريك نشوة .. حرة .. في رحب الفضاء تنطلقين ..
تداعبك نسائم الصباح .. و تغسلك قطرات الندى .. و الشمس تكسوك أجمل الألوان فتجرجرين أذيالك .. و تختالين ..
و بضحكتك الخجولة .. تنادين ..
أن هلموا ..
و ينصبون شباكهم .. و أنتِ تقفزين .. و تهزئين ..
و تحت أقدامك تهتز .. أعشاب الأرض .. أوراق الأقحوان .. و بتلات الياسمين ..
عبثا ما يفعلون .. أنتِ حرة .. و شباكهم تغدو هباءً لا يُرى ..
غير أنك .. تلاحقين .. أشعة الشمس المودعة ساحات الهناء .. ومراتع كنت فيها تلعبين ..
و يلفك الليل البهيم .. و تسري بين أضلعك برودة الخوف الدفين ..
وحيدة .. بين أحشاء الظلام .. لا تسمعين غير همهمة السباع الظامئين ..
ضوء .. وحيد .. ساطع يدعوك .. وأنت دوما لأضواء الحياة تعشقين ..
خوف .. من القادم .. فعودي القهقرى .. بل .. أمل .. في ضياء دافيء .. لا .. لا تتركين ..
و تمد الطرف .. و تسعى نحوه .. و الدفء يسري نحوها .. ليضمها .. و الفرحة النشوى .. بنور .. في ظلام الليل .. أعمى البصيرة و البصر ..
لكنها تسعى إليه .. و قد تناست .. أن النور .. نار و أنها أصل الخطر ..
و في القرب دفء .. بل حنان .. و الكثير من الظفر ..
و إذا بالنور يشعل القلب الرقيق .. ويحيل غصنه الناضر إلى جمر ..
فتتهاوى .. ويحرق النور .. بقية أزهار العمر ..