ليست هناك لي نيّةٌ للكتابة ، لا أريد أن أكتبَ شيئاً ،
تبّاً لي ، متى أمـــــــوت؟
وأنا أخاف الموتَ ككلِّ الناسِ ،وأرغب في العيش أكثر مما أتصوّر ككل الناس ،
وكنتُ أحاولُ أن أفعلَ ما يفعلهُ الناس، فأحببتُ ، وضعتُ ، وحلمتُ ،
تبــاً لم عدتُ للكتابة ؟ متى أمـــوت؟
ولمَ أخبركِ بهذه الأشياء ، بطريقة أو بأخرى وأحاول في عمقِ عمقي أن تقرأي كلماتي هذي وأتخيّل كم من الألم ستسببهُ كلماتي لعينيكِ "لصغر خطها"
وأعرف أنكِ لن تتجاوزي حرفاً إلا وستقرأينهُ ، وتحللينهُ ، وتمزقينهُ ، كالعادة،
وكأنني أخبرتكِ أنكِ لو رحلتِ فأنا سأموت ،
ولكني لم أفعل، رغم أني أحاول أن لا آكل ، وأحياناً ...أن لا أتنفس ،
وبقيتُ بجوار مرارتي ، أتجرعها هوساً ، وأقول بصمتٍ أنني مللت الحديث، ومللتُ الكتابة ، ومللت برد هذا الصيفِ وحرهُ،
_ ولكنْ هب أنك فعلتها وذهبتَ أليها ذات زمن وأخبرتها كم أنكَ تحبها وكم أنكَ تعشق الأرض التي تحمل بيتها وشارعها وتلاميذها في مدرسةِ حبِّ ، لا أضمن أنهم سوف ينجحون في فعل ما لم تفعلهُ مدرستهم ، ولم تجد أنها تريدكَ أو أنك لم تجدها تريدكَ!،
ووجدتَ آخراً يقف في محل ولادتكَ معرباً عن فرحهِ الغبي ،بسماع كلمة "حبيبي" منها،
_ الأفضل أن لا تكمل وإلا
_صدقني لن تموت ..
لن تفعلها ، رغم أنكَ لا تأكل ، وتحاول أن لا تتنفس ، وستذوق برد هذا الصيف وحرّهُ ، وستكتبُ وتعشق
_ أسكت ،
_" يضع سبّابتيهِ في أذنيهِ" ...لأنكَ ككلّ الناس ، ولستَ مختلفاً ،وأنكَ تشبههم ، رغم أنك منذ الصغر كنت تشعر باختلافكَ منذ أن تعرضت لذلك الحادث وسأسرد قصتهُ لك إن كنتَ نسيته يا احسان ...
ولن أنتهي حتى لو هربت من عينيكَ دمعةٌ لا تعرف طريقها ...لأنكَ ضعتَ ككل الناسِ ، وحلمت مثلهم ،
ألم تكن مختلفاً ؟ لمَ حاولتَ أن تمثل دور الشخص العادي! ومثلت ابن الجيران وصديق الدراسة ورفيق العمل وكاتب القصيدة ؟،
أنتَ لا تصلح إلا أن تكونَ وحدكَ ، معي !
أنا حزنك المولود معك من بطن أمك ،
أنا أنتَ الذي لو لمْ أكن لما كنتَ ،
أنتَ من دوني ، صدقني ، ثق، واعتقد " كما نقولها بالموصليّة ،" شخابيط "
وأحلامَ حبكَ التي عشتها (خارجةٌ) ،فقطّع الله أيديها وأقدامها وأجنحتها من خلافٍ ، وجعلها عبرة ،
وستبقى تشعر بغربتكَ عن أرضكَ وأهلكَ وبيتكَ رغم أنكَ لا تملكُ شبراً في أرضٍ جئتَ فيها ، ولا نهداً في جسد أنثى ،
وأنتَ في أحسن الأحوال ستبقى حالماً من الحالمين، وتائهاً ، وضائعاً ،
وفي أوقات فراغكَ شاعراً ،
وهيَ ستبقى حرفاً أبجديّاً تمرّ عليها بجرّة قلمٍ حزينة ،
فتعودُ لي ،
أنا حزنكَ المولودُ معكَ من بطنِ أمكَ " رحمها الله "!