تكسُّر المجاذيف
ومضت دمعته تروِّي الآفاق
المطر هطل حيياً للحظات ...أرَّق فيَّ الحنين
الدمعة والمطر
الدمعة للحنين والمطر للغضب ...
الأمس ليس ببعيد ...
آمالنا كانت السراب
السراب مع الأمل أي علاقة إلا علاقة الوهم،
لكن أليس الحقائق التي نؤمن بها جملة أوهام نسينا أنها أوهام كماقال فيلسوف ألمانيا العظيم نيتشه
وكما عبر عنها في الأثر " الناس نيام فإذا ماتوا اسيقظوا".
وكأن الوهم سر الحياة والوجود . ..
تصدَّع الوقت .. تهدَّم ..
ركاماً اثَّاقلت الدقائق ،استحضرت كلَّ الذكريات :
نظرته العطرة بالأمنيات ..الترجيات ..
اكتواء النفس ..العبرات ...
وفي غفلة من الزمان ،
عفَّرتُ الآفاق ...برمادك يا سنون ،
وشردت بجموح،
معتلية صهوة الطيف الحبيب ،
إلى الحلم المستحيل....
بين الأمس والحاضر والمستقبل علاقات اغتراب مستمر ؛
نغترب في أمسنا بذكرياته التي تثقل علينا...
نغترب في حاضرنا بالحرمان المتتايع واللحاق الذي يقطع الأنفاس...
نغترب في مستقبلنا وفي غدنا بأحلامنا المستحيلة التي لا تتحقق.....
بركان صحوٍ وسلام
لججه طوفان أنغام
وهل رأينا بركانا يأتي بسلام دائم؛
وكهذا بركاننا الذي نحمله بين أضلعنا ملاكه التناقض وسداه التضاد ؛
وهنا روعته الكبرى.
أسيزهر ذاك البركان رياحين من عطر وفلِّ
أم ستتآكلك النار ولا تفصح أيُّها البركان ؟؟!!
نعم سيظل السؤال عن البركان القوي الجارف سؤالا مشروعا
لأن المرء لا يدري ما يخبئه له الزمان
وهنا سر الحياة ولذتها الكبرى
ومتعتها الأزلية الخالدة.
شموعك الواعدة أضأْتَ بها دروبي
أحرَقَتْ أطيافَ ورودي
ضمَّخَتْ عبقَ خمائلي
برائحةِ البارودِ
نعم ما أجمل شموع الحب،
لكنها بنورها الذي تشع
تحتمل الأمرين الجَلَليْن :
الإضاءة أو الإحراق.
بل إن النور كلما اشتد ضياؤه أحرق.
وهنا المفارقة الكيرى للحب :
يسعد ويشقي
يجمد ويذيب
يقوي ويضعف
يعز ويذل
يرفع ويضع
يعقل ويجنن :
مفارقات كثيرة
هي من صميم كينونة الإنسان.
صقيعك هجم فجأةً ،اغتصب من شمسي أشعتها
انسربت...
وأنا أهمُّ بالرحيل ...ولا أطيق
والصقيع هنا رمز أيضا لهذه المفارقة الغريبة ...
كلماتك استنهضت فيَّ مشاعر انزوت في قمقمها أجيالاً وأجيالا
أنعشت في قلبي مومياء ركدت في قبرها أعمارا
كلماتك باتت درعي وكسائي
حرَّكت فيَّ كلَّ السواكن ...
سحر اللغة من سحر الحب و"افتح يا سمسم "
التي نطق بها علي بابا في الأسطورة القديمة
هي نفس الكلمة التي تفتح قلوب العشاق؛
سحر الكلمة من سحر الكينونة.
سحر البيان من سحر الوجود.
وفي البدء كانت الكلمة.
فهي مفتاح كل شيء...: المهم أن تكون صادقة صدق يوسف عليه السلام.
وكيف تبغيني هادئة ، والزيت يصبُّ فوق المواقد ؟؟؟!!
في المحاجر عيون ، رأت الخطر اللاهب
في العيون خيالات ، أحلامها دفينة السرائر
في القلوب ، أرواح تتحرَّق ، تتخبَّط
وتتكسَّر مجاذيفنا على الشواطئ.
لكن هل نستطيع الوقوف أمام البركان؟
عندما ياتي البركان تُحفر له الأخاديد لكي يجد طريقة وسبيله؛
قد يمر البركان بسلام،
وقد يحمل معه......
لكن هل رمز المجداف الذي تكسر هو إعلان عن انتصار الحب الجميل ؟
إنه لغز الحياة العجيب والممتع اللذيذ في غرابته ودهشته الكبرى..
ما أروع ما كتبت أديبتنا الفاضلة
وفاء الأيوبي.