|
تزوّدْ بالتُّقى في كلِّ حالِ |
و لا تقرَبْ نَواهيَ ذي الجلالِ |
فمَا هَذِي الحياةُ سِوى غُرُورٍ |
لها طَبْعٌ يُراوِغُ في احْـتِيَالِ |
إذا لاحَ المُنَى فيها بِــأُفْــقٍ |
فَدُونَ بلوغهِِ غَوْلُ السَّعَالِِي |
تَدُسُّ السُّمَّ في العسَلِ المُصَفَّى |
وَ زُرْقَ حُمَاتِهَا بَيْنَ الـلَّآلِي |
إِذا أمِنَ المُريدُ لَها أَماطتْ |
لِثَامَ الحُسْنِ عنْ وَجْهِ المِحَالِ |
مُخَاتِلَةٌ مُخادِعَةٌ رَقُوبٌ |
تُرِي طُلاّبَها حُسْنَ الخِصالِ |
فكمْ لمَعَتْ سيوفُ الغَدرِ فيها |
و كمْ أوْدتْ بهَامَاتِ الرّجالِ |
إلَى اللهِ المصيرُ فيَا فُؤادِي |
عَليْكَ بِتَوْبةٍ قبلَ الزِّيَالِ |
و هَذِي العُرْوَةُ الوُثقَى أُتِيحَتْ |
كأمْتَنِ ما يكونُ مِنَ الحبالِ |
بها اسْتمسك لكيْ تحيا بأمنٍ |
بِهَذِي الدّارِ أو بعد ارتحال |
تَتَابَعَتِ الخُطُوبُ على البرايا |
فأَسْلَمَتِ القِيَادَ إلَى الضَّلال |
و أَقْصَتْ منْ موائدِها حِواراً |
و أدْنَتْ بعدهُ لُغَةَ القتالِ |
و صار العُنفُ شِرْعَةَ كلِّ حَيٍّ |
وصَار السِّلْمُ للأرجاءِ قالِي |
عسَى الرّحمنُ أنْ يَأتِي بِخيرٍ |
فإنَّ لَهُ لَطَائفَ فِي المُحَـالِ |