|
حينما رفـرف الحمام عليــنـــا |
وتجلَّى المـــساءُ في ناظـرَينا |
واحتوتنا الأيامُ في راحتيــــها |
واحتــــوينا الأيــامَ في راحتيـنا |
وارتحلنا في عـالمٍ من أثـــيـر |
وصــــعدنا فـــي أفقه وهوَيــنا |
ففَرَقنا البحارَ حتَّى عــــبَرنـــا |
وارتقينا الجبــال حتى انتشينا |
وعرَجنا إلى الســــماءِ سـوياً |
وعلى عرشنــا البهيّ استوينا |
وأحاطت بنا الطواويسُ ولهَى |
ما احتفت بالنعيمِ حتى احتفينا |
وشربنـــا مـن الهـيامِ كؤوساً |
مـــــا ظمئنا .. لكـنّنا ما ارتويـنا! |
وانثـــــنينا إلى الجنان نغـنِّـي |
قبــل أن تنثني فتـأتي إليـنـــا |
حــــــينها لم نظنّ أن المنايا |
قد تسدّ المدى وتعوي علينا ! |
فإذا الروح ومضةٌ تـــــتلاشــى |
وإذا نـحــن في العـــراء ارتمَينا |
أوَ كُنا نعيشُ في بطــن حـوتٍ ! |
أإلى الكــهف والــرقيــم أوَينا ! |
الطيور التي التقيـــــنا كثيــــراً |
أنـــكرتنا .. كــأننا مـا الـتقينا ! |
والبلاد التي مـــــــررنا عليـهــا |
ومســاءاتـــنا التي قد قـضينا |
موجة البحر والشـــراع المولِّي |
والرياح التــــي أهاجـت كِلَيـنا |
اختفى اليومُ من كئوس الحيارى |
واختفى الأمسُ قبله واختفينا |
أيها العمر كنتَ تمضي وئـــيداً |
فلماذا انطــلقتَ بيـن يـــدَينا ؟ |
ولماذا ارتقيتَ حين هبــــطـنا ؟ |
ولماذا هبطتَ حيـن ارتقيـنا ؟ |
لم نكن في السماء نسترق السمـ |
ـعَ ومـا كــان مِـن بُـــراقٍ لدَيــنا |
ما أكلنا تفاحةَ الخــــــلد يومـاً |
أو ضللنا من حيث كنا اهتدينا |
ما طُردنا من جنةٍ في الأعالي |
أو عصَينا الإلهَ حيــــــن أبَـينا |
إنما ننشد التــــــراتيلَ حـتَّى |
تعلم الروحُ كيف تفنى وأينَ ؟ |
قــــد تكون الحياةُ أكثر خصباً |
يـا فتاتي مِن كلّ ما قد رأينا |
فــــإذا لوَّحَت يــــــدانا وداعـاً |
وابتـدأنا من حيث كنّا انتهينا |
فاطرحي حزنكِ القديم وغنِّي |
وكُلي واشربي وقـرِّي عينا ! |