|
وَيْحَ نَفْسِي مَاذَا يُفِيدُ التَّأسّي |
وَمُرادِي مِنَ الزَّمَانِ بِأمْسي |
فَارْقُصُوا وَانْقُرُوا الدُّفُوفَ وَغَنُّوا |
وَأَديرُوا الكُؤُوسَ كَأساً بِِكَأسِ |
هذِهِ لَيْلَةٌ وَلا كَالليَالِي |
"عُجْرُمٌ" تِلْكَ أمْ شَذى الفِرْدَوْسِ؟ِ |
أمْ مَلاكٌ مِنَ السَّمَاءِ تَهَادَى |
فِي نَقاءٍ مِنَ الجَمَالِ وَقُدْسِِ |
أمْ عَبِيرٌ قَدْ ضَوَّعَتهُ العَذارَى |
أمْ حَديثُ النُّجُومِ أمْ رَجْعُ هَمْسِ |
هَدْهِدُونِي لِيَطْمَئِنَّ فُؤادِي |
أَنَاَ فِي شَكٍّ مِنْ سَلامَةِ حِسّي |
إنَّهَا تُسْمِعُ الغِنَا دُونَ نَبْسٍ |
فَغِنَاهَا مِثلُ اْبْتِهالاتِ نَفسِي |
وَصَدى خَافِقِي إذا ضَاقَ صَدْرِي |
وَدَليلِي فِي لَيْلِ هَمّي وَيَأسِي |
غَنِّ يَا نَانْسِي فِيكِ ضَيَّعْتُ عَقْلِي |
فِي عُيُونِي سُكْناكِ .. يا رُوحَ أُنْسِي |
حَيْثُمَا سِرْتِ تَنْتَهي حَسَرَاتِي |
إنَّها الظِّلُّ مِنْكِ أيَّانَ تُرْسِي |
هَاكِ عُمْري فِدَاكِ رُوحِي وَقَلْبي |
أنْتِ..أنتِ الهَوَى المُريحُ المُؤَسِّي |
غَنِّ يَا نَانْسِي وَاغْنُجِي وَاقْبُرِينِي |
عَلَّنِي فِي غِنَاكِ أدْفِنُ بُؤْسِي |
رَحِمَ اللهُ أرْضَ حَيْفَا وَيَافَا |
مَوْطِنِي بِيعَ مِنْ زَمَانٍ بِبَخْسِ |
كُنْتُ أحْظَى بِنَظْرَةٍ نَحْوَ رَبْعِي |
فَأقَامُوا الجِدَارَ حَبْساً لِحَبْسِي |
فَوْقَ ظَهْرِ البِغَالِ مِنْ أرْضِ مِصْرٍ |
تَمَّ نَقْلُ الاسْمِنتِ! يَا مِصْرُ مِرْسيِ |
لَكُمُ الشُّكْرُ مَا خَذَلْتُمْ فِلِسْطِينَ |
وَلا القَائِمِينَ فِيها بِبَأسِ |
مَا أضَاعَ الحُقُوقَ مِثلَ غَرِيرٍ |
وَاثِقاً بِاليَهُودِ يُضْحِي وَيُمْسِي |
وَاليَهُودُ القُرُودُ فِي كُلِّ يَوْمٍ |
تَسْتَبيحُ الدِّمَا بِخُبْثِ المُخِسِّ |
آهِ كَمْ مِتُّ تَحْتَ ثِقْلِ هُمُومِي |
وَكَأنَّ الهُمُومَ ألْوَاحُ رَمْسِ |
لَيسَ يَجْلُو الأسَى سِوَى كَأسُ وِيسْكِي |
وَاهْتِزَازُ النُّهُودِ فِي صَدْرِ نَانْسِي |
يَا نُهُودَاً بِهَا جَلاءُ مَلالي |
مِثلَ حُوْتَيْنِ أسْعِدَانِي بِغَمْسِ |
وَاقْفِزَا مِنْ عَلٍ وَسِجْنَيْنِ إنّي |
أعْشَقُ الحُرِّيَّاتِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ |
وَإلَى أنْ أرَاكِ فِي مَهْرَجَانٍ |
قَادِمٍ :عَاشَ نَهْدُ نَانْسِي بِكَأسِي |