الأستاذ الشاعر / مصطفى الجزار
نص على مستوى عال من الجودة خاصة في البناء الدرامي للحدث والذي اعتمد على المنولوج والصراع القيمي الواضح في ثناياه.
ويظهر ذلك جليا في المقاربة بين الهم الذاتي والعام أو القومي بل قل إن شئت المعاجة القيمية المزواجة بين ما هو خاص بما هو عام .
فالدائرة لا تبدأ إلا متسعة لتضيق ( العم ثم ابن الخال ثم الأخت ، على عكس ما هو منطقي) لتنطلق منها إلى العمومية لتجعلها لصيقة بأقرب العلاقات ( الأخت ) مما يقيم علاقة وثيقة بين العمومية والخصوصية ليصبحا شيئا واحدا مما يسقط في النفس القيمية الحقيقية لهدف النص أصلا .
أما عن الحوار الداخلي للنفس ( المونولوج ) فقد جاء على أسس سليمة للغاية حيث الانتهاء لغير المتوقع على غير الديالوج والكاشف عن الجوانب الخفية للشخصية المحورية في الحدث وما يزيد قوته الابتعاد تمام عن الصور الجمالية التي تجسد ولا تسقط وبمعنى آخر اتخاذ السردية الحوارية ركيزة أساسية للكشف والاسقاط في النفس بغير حدود وهذا ما لا تتيحه الصورة الجمالية بالتشبيه وغيره حيث لا تعطي القارئ إلا الملموس وبالتالي لا تناسب العمل الدرامي وتفاعله وتصاعده في آن واحد
أمّا عن اختيارك للبحر فنظرا لاختيارك العمودية فإن الغنائية بدت قوية نظرا لتواتر التفعيلة بشكل منتظم وانتهاء بالقافية التي لا تلبث أن تقيم بذاتها محورا هاما من الغنائية لا تعيب النص بل تعضده بما للهمزة الساكنة المسبوقة بألف مما يعني السكتة الموجعة التي تتوالد في نفس القارئ ولعل هذا ما حدا بك إلى محاولة إخفاء العمودية بالسطر في الكتابة وإن كان هذا لم يجد إلا في إعطاء الألفاظ ما يسمى بالفضاء الشعري لها
أي إعطائها الفرصة الكاملة للتأثير في النفس والإسقاط المتعمد للمعاني المراد الكشف عنها .
مودتي