لا غروَ أن أحببتها
شعر د. جمال مرسي
" مهداة لزوجتي رفيقة الدرب الطويل بمناسبة ذكرى زواجنا "
ما للطيورِ اليوم زادَ غناؤها و ذخائرُ الروْضاتِ فاحَ أريجُها
ما للغصونِ تمايلَتْ مسرورةً و تجمَّلَت في خِدرِها أوراقُها
ما للبحارِ ترنَّحَت في سكرةٍ و تراقَصَتْ في نشوةٍ أمواجُها
فكأنَّها شرِبت شعاعَ الشمسِ ، أو نامت بأحضانِ الرمالِ مياهُها
و سألتُ نفسي علّني أحظى بما شغلَ الفؤادَ ، سألتُها ما علمُها
فتَبَسَّمَتْ و البِشْرُ في نظراتها اليوم عشرٌ قد مضت أيامُها
و عجبتُ لمّا عاتَبَتْ : أنسيتها ؟ كلاّ و ربّي ، كيف ليْ نسيانُها
و القلبُ يحيا ذاكراً عهدَ الهوى من نبضِها لمّا شَدَت نبضاتُها
عشرٌ مَضَتْ مثل النسيمِ و دارُنا بالحبِّ يسمو في السماءِ بناؤها
أحببتُها ، لا غروَ أن أحببتُها تلكَ التي مَلَكَ الفؤادَ جمالُها
عشرٌ مَضَتْ يا قلبُ لم أشعرْ بها لامستُ فيها البدرَ ، عانقتُ السُّها
تحياتي و دمتم