[a7la1=00ff00] أسئلةُ الخضراء
شعر: د. حسين علي محمد
(1)
هلْ جاءَ الليلُ عَتِيًّا كيْ يوغلَ في أحرفِ جرحِي
في لوحاتٍ معشبةٍ بالحزنِ
يُحاولُ أن يُطفئ نور اللهِ
ويقتلُ كلَّ شعاعٍٍ
.. في ألقِ الخضراءْ؟!!
(2)
هذي بنتُ الصحراء
النخلةُ
ترقعُ قامتها للشمسِ
وتبصرُ أفقاً يرتعُ فيه الدودُ
ويختبئ الدّاءْ!
...
منْ ينقذُها من موتٍ يستشري
في الأوردةِ
وفي الأعضاءْ؟!!
(3)
أين ذهبتِ الليلةَ يا خنساءُ؟
فثمة شيخٌ يتسلّى ويعدُّ الأبعادَ ..
بمدِّ الشارعِ ،
.. والطيفُ الساكنُ دورَ الفقراءْ
يصرخُ في الليْلِ الساكنِ:
أين الأبعادُ الخضراءْ
تتفجّرُ بالعشقِ وبالماءْ
في هذي الصحراءْ؟!!
(4)
الصحراء تُضاعفُ خيبة قلبي
وتسيلُ مع الكثبان دموعاً
تُفسح للوجهِ الغائبِ أن يتمهَّلَ
في الرؤيةِ
والخطْوِ
ويبكي آلافَ الأوجهِ ..
منْ مردَتْ،
وتشظَّتْ ..
أو شربتْ ماءَ نفاقٍ .. يُشبعُ ..
أو غابتْ في قيعانِ الوَحْدةِ والتيهِ
وظلتْ تتناسلُ .. تركضُ ..
في دائرةِ الوهمِْ
وتبْكي خيبتها المرَّةَ مع إهراقِ الدمعِ فيوضاً
فوق الأطلالِ الذاويةِ بشرفةِ ذاكَ البيتِ الصخريِّ
خريفاً .. وشتاءْ!
(5)
أركضُ ـ أيتها المجروحةُ ـ بين الشاطئ والجبلِ
بقلبٍ مكلومٍ وأسيفٍ؟!
أركضُ خلفَ الجبلِ
إلى السهلِ
أقودُ قطيعاً في الفجرِ إلى مسقط وادٍ تُعشبهُ اللهفةُ
شاهدتُ العصفورَ يغيبُ عن الأيكةِ،
ونصبْتُ شباكاً للثعلبِ
.. أخرى لوعول النهرِ،
وأطعمتُ البطَّ النهريَّ ..
ولكنَّ الإخوةَ قدْ باعوا يوسفَ في الفجرِ
وعادوا فرحينَ ..
فلم يجدوا أثراً لدماءٍ في الثوب،
ولم تصهلُ فرسٌ للفقدِ
فوا أسفا ...
الإخوةَ قدْ باعوا يوسفَ في الفجر بشيءٍ من وعدٍ كاذبْ
(7)
في الثوبِ
رفيفُ الوردةِ
وخُزامى في الأفقِ الشاحبِ
وضالّةُ وعْدٍ مبتهجٍ
بحنينٍ غاربْ!
(8)
... صوتٌ يصدعُ جدران سكونٍ يتقولبُ
جدراناً،
ومخافرَ،
هل جاءتْ هذي الريحُ لبيتِكَ .. ذات مساءْ ..؟!
(9)
صوتٌ يزأرُ:
ـ كيفَ رأيتَ رضابَ جميلتكَ الحلوةَ؟
ـ لمْ تدركْ عيني ما غاب!
ـ ولن أرفعُ رايةَ قهري ..
أستقبحُ هذا الشِّعرَ الصَّادمَ
.. من هذي السيدةِ الحسناء
تزعم أنك صحرائي
كلماتي تمتزج بطهرِ القلب
وفرْحي لا يأتي
أرسمُ في اللوْحِ أصابعَ وحشتها
...
ينسحب الجمهور
بعيداً ..
قبل مجيءِ الخنساءْ!!
القاهرة 24/12/1979م
[/a7la1]