|
فلَقَ الدُّجَى غنَّتْ لكَ الأطْيارُ |
وهفَتْ لرَوْحِكَ في السُّرَى الأَبرارُ |
وتبسَّمَ الزَّهَرُ النَّدِيُّ وناغَمَتْ |
لُغَةَ الصَّدَى بِبُزُوغِكَ الأَوتــارُ |
وُلِدَتْ بممَقْدَمِكَ الحياةُ وليتَهَا |
سلِمَتْ فلمْ تعصِفْ بها الأَخطارُ |
كمْ ظُلْمَةٍ نزلَتْ وتحتَ رِدائِها |
شَرَكٌ تَعافُ قُيُودَهُ الأَحــرارُ |
جَثَمَتْ على مُهَجِ الأَنامِ تخَالُهَا |
عَلَمًا تَئِنُّ لِوطْئِـهِ الأَمصَــارُ |
سئِمَتْ مرارتَهَا النُّفوسُ فليلُهَا |
أَرَقٌ.. وصفوُ نهارِهـا أكـدارُ |
ياويحَهَا حُجُبُ الظَّلامِ كَئِيبَةٌ |
لمَّا رأَتْ أسوارَهــا تَنهــارُ |
لم تدْرِ ما حمَلَ الضِّياءُ فطَالَها |
قبَسٌ بهِ تتَكَشَّـفُ الأَسَــرارُ |
فلَقَ الدُّجى مازالَ طيفُكَ مُلْهِمًا |
كُتِبَتْ لِسِحْرِ بَريقِهِ الأَشعَــارُ |
كالنَّهْرِ أنتَ.. إذِ النُّفُوسُ ترومُهُ |
تُقْضَى لها منْ رِيِّهِ الأَوطَــارُ |
هتفَتْ لمطلعِكَ البهيِّ وطَالما |
رشَفَتْ رُضَابَكَ..والدُّنى أَسحَارُ |
تشتاقُ وصلَكَ كالمُتيَّمِ راقَهُ |
حُسْنُ الرَّبيعِ .. وهزَّهُ القِيثـارُ |
فانشُرْ سنَاكَ على الخَلِيقَةِ إنها |
رقَصَتْ جَوىً.. فدمُوعُها أَنهارُ |
تبغِي نوالَكَ .. ترتوِي منْ فيْضِهِ |
كالفُلكِ تمضِي شَفَّهَا الإبحـارُ |
تعِبَ الفؤادُ على الزَّمانِ فَحَيِّهِ |
تُنْبِيكَ عَن خَلجاتِهِ الأَحبـارُ |
مَا عَادَ يَطرَبُ للحياةِ فبَاعَهَا |
لمَّا خبَتْ برِحَابِهَا الأَنــوارُ |