تفسيرات أخرى للسكاكين
ـ 1 ـ
يلوِّحُ بالماءِ حِسِّي
أهذا رحيلٌ..؟
أهذا رصيفٌ طريٌّ..؟
أَمِ الحسُّ وَلَّى..؟
أهذا رحيلٌ وقلبيَ ضيَّعْتُهُ من يديَّ؟
وأحمل نفْسي بنفسي.
أنا والجماداتُلحمٌ تآخى مع اللحمِ
صمتٌ تقمَّصَ غيبوبةً
فاستشاط دمي رعْنتين
دمي كان شَعْري الطويل
وكنْتُ أُسرِّحُ قلبي عليهِ
إذا ما السلالِمُ بعد العشاء حصيرْ
أهذا تُرى جَسَدٌ أم سُقُوطٌ على دفعتين..؟
أهذا تُرَى جَسَدٌ أم خليطٌ من الشفتينِ من الرئتين؟
فكَمْ سَنَةً سوفَ تمضي هنا
ليصيرَ هواؤُكَ تحتَ هوائي يدين..؟
ـ 2 ـ
عليَّ التسمُّرُ بالأرضِ
حتى أُسَمَّى
عليَّ التسُّمُر بالأرضِ
شيءٌ يدوخُ لِيَسْقُطَ
كيف يسَمَّى...؟
بزيتِ يفوقُ الكلامَ
وخبزٍ يفوقُ الإرادةْ
سأسقُطُ حينَ أُسَمَّى
ـ 3 ـ
أَعاشَرتُمُ الرَقْص كي تعرفونيَ؟
أَعاشَرتُمُ الرَقْصَ
كي تعرفوا ما الذي حَدَثَ
الآنَ للطاولاتِ هنا
وهناك...؟
أَعاشَرتُمُ الرَقْصَ
كي تعرفوا لِمَ دارَتْ جهاتُ
البسيطةِ حولي...؟
ـ 4 ـ
وها أنذا عائمٌ في الهواء
يزيغ بيَ الماءُ
قلبيَ من باطنِ الكفِّ
من ظاهِرِ الروحِ أَعْمَىْ
تجرُّ دمي قدماي
أعدُّ أصابعَ وجهي كآخِرِ عدٍّ
ولكنَّ قلبي يطول
فأُخطئ في العدِّ
لا أستحق بطعمي هواءً ولا قصبا
أستغيثُ بجرحي لديهِ
ـ 5 ـ
ولو ينحني للكلامِ الكلامُ
لجاء الصهيلُ يجرُّ الخيولَ جميعاً بقلبي
لكنْتُ على شرفاتِ المدى
جهةً في الجهات
لكنْتُ إذا ما تنادى الطعامُ ـ كأمي ـ
تصبُّ يديها طعاماً
ليفرحَ خِبْزُ البَلَدْ
ألا ليتَهُ لم يكن جسدي جَسَدي
ألا ليتَهُ كانَ إحدى..
وكانَ أَحَدْ
ـ 6 ـ
وأُوْهِمُ نفسيْ بأنَّكَ قلبي
وأنَّكَ دوماً تدقُّ
ولكنْ هي السنواتُ
تدقُّ بقلبي
فيهتزُّ نحوي
ـ 7 ـ
أنا أَكْثَرُ القومِ
وقعاً على الأرضِ
أَشْتَدُّ أَشْتَدُّ حتى أُؤَاخَذَ
إني دَفَعْتُ الأمامَ دُفِعْتُ إليهِ عليهِ
ليبقى لقلبي مجالٌ يدقُّ
وتهطلُ فيَّ النوافذُ مغْلَقةً
وكذلكَ كانَ الهواءْ
أُسَمَّى تباعاً
لكيْ يستسيغَ الحضورُ وجودي
ـ 8 ـ
أمرُّ مِنَ البابِ
يستشهدُ البابَ
لا أتكلَّمُ
أعلم أني مسارُ الكلامِ إلى الهاويهْ
مسارُكَ غيرُ مساري
وبيني وبينَكَ ألفُ طريقٍ
جبالٌ من السنواتِ
لِتَصْمُتْ فأنتَ حليبُ
ـ 9 ـ
وأنتشرُ الآن
ازدادُ حولي
وحولَ الأماكنِ
أقصايَ ينزف أدنايَ
أدنايَ بِاسْمِ الحقيقةِ أَرْضُ
سلامٌ عليَّ
على ما تقطَّعَ من كلماتٍ لديَّ
على القلبِ بَعْدَ يديَّ
لأنَّ المقيمَ دمي
ولأني أقيم عليهِ
فإن الجهاتِ حرابْ
ـ 10 ـ
وها هو ذا
دَرَجُ البيتِ
منهمِكٌ في الصعودِ
إلى البيتِ دوماً
لأنِّيَ في البيتِ تُرْجِعُهُ العَتَبَهْ
______________________________________
صحيفة الأسبوع الأدبي السورية العدد 818 تاريخ 27 /7 /2002