لا بُدّ من مقدّمة ..
إلى مَرَضي المُزْمنِ ..إلى كلّ نبضةٍ بَعْدَ (الثامنة) و قبلها .. إلى الذكرياتِ الماضية و الوجع المضارعْ..
إلى أوّل الياسَمينِ و آخرهْ ..إلى (بيروتَ) التي لمْ أرَها و رأيتُها .. و عشقتني و عشقتُها .. إليكِ يا أوّل ال"سينِ" ..نزيفي هذا من/ هُنا ....إليكِ/ ..أيتها الأنثى ..الأنثى ..المُعَرّفة ..
لكِ حَدّ الوداعِ هذه..:
[سينْ/ألفْ/راءْ/تاءْ]
أنا غَيّرَتْني عيونُ التي غَيّرَتْني
أنا دَمّرَتْني عيونُ التي دَمّرَتْني
مُصابٌ بِكلّ البحارِ ..
حفظتُ الشواطئَ عن ظَهْرِ رَمْلٍ
أُحِبّكِ ..
قلتُ أُحِبّكِ .. فانْكَسري ..
للزجاجِ حَضارتُهُ في دمي ..
وَ أَنا مُتْعَبٌ حَدّ عينيكِ
حَدّ جَدائلِ شَعْركِ
حَدّ يَدَيْكِ
فكيفَ رَحَلْتِ ..؟!
و كيفَ تَرَكْتِ القصائدَ..
شاردةً في الطريقِ إليكِ ..؟!/
أنا ما حَلَلْتُ حَريقَكِ ..
حَتى تفكّي عَوالمَ روحيَ..
زرّاً فَزرّاً
و لمْ أَسْتَخِرْ جَسَدي..
حينَ لَمْلَمْتِ لَيْلَكِ عَنْهُ ..
وقلتِ: جُروحُكَ أوْسَعُ مِنْ شَفَتي ..
فَخُذِ الحُلْمََ وارحلْ ../
صُداعُكِ صَعْبٌ ..
و لَسْتُ أُجيدُ الصّداعَ ..
وَ لَسْتُ أُجيدكِ ..فارتَقِبي البابَ ..
هلْ يَفْتَحُ النَوْمُ لي وَجَعاً آخَراً ..؟!
فَأَدقّ على لُغتي الحُلْمَ ..!!
أينَ يداكِ ..؟!
سَمِعْتُ بِأنّهما تَفْرشانِ الهَديلَ ..
على طُولِ غَيْمي
ضَلَلْتُ النعاسَ إِلى النَومِ
راوَدَني أَرَقي عَنْ سَريري ..
فَحَاوَلْتُ أُغْنِيَةً ..
وَ تَناثَرْتُ بَيْنَ الجِدارِ وَ بَيْنَ مَراياكِ
آآهِ .. لأنّي غَريبٌ ..
وَ أنّكِ مُرْهَقةٌ بِالحَريرِ
صَعدْتِّ عَلى القَلْبِ..
قلتِ: لِ "نابُلْسَ" ما تَرَكَتْ شَفَتاكَ
عَلى شَفَتَيّ..
لِ "نابُلْسَ" نارُكَ فيَّ ..
و عَلّقتِني غربةً ..
كالصباحِ على بَوْحِ فيروزَ
أَنَا لِحَبيبي وَ لَسْتُ لَهُ ..
كُلّما جَاءَني بِالعَصافيرِ
أَعْطَيتُهُ قَمَراً
وَ بَكَيْتُ عَلى صَدْرهِ/
لا شَريكَ لِجُرْحِيَ في الدَمِ ..
و الدوْخَةِ المُسْتَحيلةِ ..
أَهْبطُ مِلْحَكِ مُسْتَعْجِلاً..
عَلّ تَنْهيدَةً تَرْفَعُ اليَأْسَ عَنيََ
آخذُ أَوّلَ زَنْبَقةٍ أَتَنَفّسُها ..
كَمْ تَغَيّرْتِ يا رئتي ..!!
أوَلَمْ يَعُدِ الوَرْدُ يَصْلحُ للحَقْلِ ..؟!/
مَشّطْتِ كلّ الدروبِ وَرائي ..
وَ أَعْلَنْتِ أَنّ القَصائدَ
حافيةٌ من بُكائي ..
و أنّكِ شَمّعْتِ نَخْلي
و شَرّدْتِ كُلّ ظِبائي
...
أَأَهْرُبُ مِنْكِ ...
و مِنْ كُلّ شَيْءٍ يُسَمّونَهُ وَطَناً ..
و أُسَمّيهِ قَوْقَعَةً؟!!
أمْ أُحَاذِرُ حنجرتي ..؟!
لا شَريكَ لجُرْحِكِ فيّ
أَلا تَخْمدينَ قليلاً..؟!
أَلا تَتْركينَ يَدي للطريقِ ..؟!
تعبْتُ مِنَ الجَمْرِ هذا الحَريقَ
و ما فَسّرَ الماءُ بَعْدُ حَريقي
فَواأسَفااهُ ..!!
نَسيتُ بِأنّ مِنَ الماءِ ما يُشْعِلُ الماءَ..!!
لَوْ جئتِ هذا المَساءَ من اللحنِ ..
لانْفَرَطَ القلْبُ بَيْنَ المَواويلِ
هذا كَثيرٌ عَلَيّ ..
سَأقْطَعُ لَيْلي ..
وَ أَزْعُمُ أَنّي تَبّخَرْتُ مِنّي/
...
أَنا مُتْعَبٌ ..
لمْ أَنَمْ مُنْذُ عَيْنَيْكِ ..
يُفْزِعُني الريشُ ..
حينَ أُهَوّمُ بَيْنَ الوَسائدِ
شِبْهَ نَزيفٍ
أيَنْشُرُني الخَوْفُ فَوْقَ حِبالِ الكَلامِ ..
فَأَنْسى الفَراشَ
الذي يَدْخُلُ الحائِطَ الآنَ ..!!
كُنْتُ ..
و يا ما تَنَاقَصْتُ ..
هل صَرّفَ الوَقْتُ غَيْري..؟!!
مَعاذَ القصيدةِ .. لَمْ أعْرفِ الكَرْمَ صَيْفاً ..
و إنّي بَريءٌ مِنَ الخَمْرِ ..
لَمْ يَعْصُرِ الشعْرَ..قلبِيَ
إلاّ لَيَخْرُجَ عَنْ شِعْرِهِ
حينَ قدّتْ نَسائِمَهُ الريحُ مِنْ دُبُرٍ
و بَكى بَيْنَ سِجْنَيْنِ
يا ما تَناقَصْتُ ..
لو شَرّعَ الوَقْتُ لي ساعةً
فأجَهّزَ للعُشْبِ إغْفاءَةً في الحُقولِ
و أَغْفو بِكامِلِ صَحْوي عَلى غَيْمَتيْكِ
قُبَيْلِ الهُطولِ
و أَنْساكِ فيكِ.. إِذا ما اسْتَطَعْتُ ..
قَليلاً مِنَ الوقتِ ..
آآهِ قليلاً مِنَ الوَقْتِ ../
قُلْتِ: سَتَنْسى ..فَلا تُدْمنِ الذكْرياتِ
كما أدْمَنَتْكَ عيوني ..
و لا تَتَعاطى جِراحي ..
و ضَمّدْ جِراحَكَ بِامرأةٍ ..
تَجْهَلُ الوَقْتَ و البَحْرَ و الياسَمينْ/
أَكونُكِ كُلَّ شُرودٍ ..
تكونينَ تَرْنيمَتي
حينَ يَنْتَصِفُ الجَمْرُ بَيْنَ يَدَيْكِ ..
و تَنْتَصِفينْ
-وبُعْدُكِ أَقْرَبُ مِمّا توقّعْتُ
أَبْعَدُ مِمّا تَوقَّعْتُ-
لَيْتَكِ لَمْ تَسْتَبيحي الوَداعَ
فَلا يَسْتبيحُ الضياعُ حِكايَتَنا
كُلَّ هذا الحَنينْ
سَلامٌ عَلى الراحِلاتِ عَنِ القلبِ ..
بَيْن الكمَنْجاتِ
و الليلُ جِدُّ حَزينْ
سَلامٌ عليكِ
سَ ل ا مْ
.