أبا الخطّاب
محمد العلوان
مع الأهوال تقتتلُ القلوبُ
وتوغلُ في مآسيها الخطوبُ
وترسم ُ ما تشا من غير خوفٍ
وتقطفُ ما ترومُ و تستطيبُ
وتهصرُ في دمي حتى كأني
أرى روحي تغيبُ ولا تغيبُ
وتخطفُ من سويدا القلب شمسًا
تعجَّلها وأدماها الغروبُ
وصاحبني أنينُ الشوقِ لمّا
رآني بين آهاتي أذوبُ
فأصرخُ في غياهب موحشاتٍ
لعلَّ الصوتَ يسمعهُ الحبيبُ
تدور العينُ في أشلاء روحي
تلملمُ ما تخطّاهُ الوجيبُ
وترهقها الحوادثُ كلَّ يومٍ
وتخنقها المآسي والكروبُ
بُنيَّ تجمَّرت دمعاتُ عيني
ومزَّقني التأسِّي والنحيبُ
عنائي فيكَ أتعب كلَّ حرفٍ
وأعياني بآلامٍ تُشيبُ
توخّاني الأسى ورمى بسهمٍ
قتولٍٍٍٍٍٍٍٍ بين أضلاعي يجوبُ
ثوى فيَّ التغرُّبُ من زمانٍ
وأطبق ضرسَهُ أمرٌ عصيبُ
وأرداني مع الأحزان ليلٌ
ذميم الوجه ممسوخٌ قطوب
تمهّل يا صديقي إنَّ جرحي
عميقٌ ليس يسبرهُ طبيبُ
ابا الخطّاب أيَّ الجرح أشكو
وأيَّ همومهِ يسلو الغريبُ
تلاقينا وكنّا في وداعٍ
به الكلماتُ أمست لا تجيبُ
به الكلماتُ غالتها حروفٌ
جريحاتٌ بها الذكرى تؤوبُ
فوا حزني على فجرٍ تسامى
وأحجب نورَه ليلٌ كئيبُ
عسى الرحمنُ يجمعُنا بدارٍ
يحفُُّ ظلالَها مسكٌ وطيبُ