صاح النذير في الورى
رأي الزعيم قد سرى
" أمرٌ لكل كاتب "
ليترك الكلام في السياسة
والنقد والتنديد والهرج
وليرتجي اتزان عقله
وليبق طوع أمرنا
بمنتهى الكياسة
أما الغرام والهيام في الهوى
فما عليكم من حرج
* * *
وإننا نتابع
نتابع الأوراق والقلم
نعسُّ في البيوت والشوارع
وبين أوراق النبات في المزارع
وفي حظائر الغنم
نتابع الحرف الذي نطق
نتابع الحرف الضرير والأصم
إذا تسلق الشفاهْ
وقاءَهُ في الليل فم
* * *
إننا من يومنا
وقد حزمنا أمرنا
للنيل من مخالف لنا
سنلعن اليوم الذي أتى به ليكتب
سنسجن المخالف
وننعتُ المناكف
بأنّهُ اللقيطُ " ابن الزِّنا "
طار اليراع يتَّصل
لكن الاتصال لم يصل
خطوطنا مشغولة مشلولة
أو أنها مراقبة
فجاءني ليلا ًعلى عجل
وخلفه سيلٌ من الرصاص ينهمل
ونـَزَّ قطرتين من مداد
وقال لي :
أخشى عليك سيدي
فقلتُ :
لا تخفْ والزم يدي
أنطقته الشهادتين
ونزَّ دمعتين
ومال في يدي ثم ارتحل