|
عيناك نبعٌ للهوى عيناكِ |
ما للزهورِ توردٌ لولاكِ |
في مهجتي إنّي أراكِ منيرةً |
والقلبُ قيدُ الأسرِ في يمناكِ |
تهفو العطورُ إذا نظرتُكِ مرّةً |
وتبسّمتْ في نشوةٍ شفتاكِ |
حتى الربيعُ إذا تغنَّى باسمًا |
متراقصًا فغناهُ من نجواكِ |
وإذا النساءُ على البسيطةِ صخرةٌ |
فيها الأنوثةُ عاقرٌ إلّاكي |
بل أنت قبضةُ صفوةٍ من خالقي |
وحباكِ بالحسنِ الذي حلاكِ |
أصبحتُ للشعرِ الأميرَ وإنَّني |
ملكُ البيانِ لأنَّني أهواكِ |
لم أحنِ رأسًا للقصيدةِ إنَّما |
حنتِ القصيدةُ رأسَها لهواكِ |
وأتتْ حروفُ الأبجديةِ مثلما |
يأتي الشفاءُ إلى العليل الباكي |
أصبحتِ في أفقِ الفؤادِ مليكةً |
والبدرُ أنت غدوتِ في أفلاكي |
عيناكِ نبعٌ للضياءِ حبيبتي |
وبدونِ عينكِ دامس الأحلاكِ |
إنّي أغرِّدُ بالحروفِ لطرفِها |
فإذا الحروفُ ترنَّمتْ لتحاكي |
صغتُ القصائدَ والفرائدَ أنجمًا |
فإذا بها كالدر في الأسلاكِ |
وسَلبتِ بالسِّحر البديعِ مشاعري |
فغدوتُ أنشدُ في الفضا: أهواكِ |
يا زهرةَ الفلِّ المقطَّرِ بالنَّدى |
هل من سبيلٍ في الهوى لرؤاكِ؟ |
يا ربةَ الخلقِ القويمِ ألا اسمعي |
وترفقي بفؤادِ من يهواكِ |
يا درةَ القلبِ المعتَّقِ بالوفا |
هلْ رقَّ قلبي مرّةً لسواكِ ؟؟ |
واللهِ ما رقَّ الفؤادُ وإنَّني |
أمشي بحبٍ فيَّ كالنُّساكِ |
باتَ الفؤادُ متيما فترفقي |
إياك من قتلِ الهوى إياكِ |
فأنا المتوّجُ بالمحبةِ خافقي |
أمّا الذي زانَ القصيدَ هواكِ |
لمحَ الجمالُ عبيرَ حسنِكِ فانتشى |
وشدا بسبحان الذي سوّاكِ |
وأضافَ مالي من وجودٍ في الدُّنا |
إذ لا وجود للصَّفا لولاكِ |
يا أنتِ يا عشقَ الفؤادِ ولوعتي |
كيفَ السبيلُ إلى ارتقاءِ سماكِ ؟؟ |
يا مزنةَ الشِّعرِ المخضَّبِ لوعةً |
هلّا أغثتِ القلب من ريّاكِ |
هيَّا اسمعي نبضَ الفؤادِ معاتبا |
حتى متى سأظلُّ قيدَ جفاكِ ؟ |
سيظلُّ حبُّكِ في رياضِ خواطري |
وأظلُّ من طولِ الجفا مضناكِ |
جودي بوصلِك يا ملاذيَ إنَّه |
جلُّ المرادِ محبتي ورضاكِ |
فترفقي يا فتنتي وحبيبتي |
ولْترحمي دمعَ الفؤاد الشاكي |
واللهِ لو بينَ الجنانِ جميعها |
أو بين تلك الحورِ ما أنساك |
كوني على ثقةٍ بحبي إنَّني |
قد ذابَ قلبي مذْ أتى ورآكِ |
فأنا السميرُ لدى رموشِكِ مهجتي |
"وأنا الأسيرُ... ولا أريد فِكاكي" |