لنْ أكُــونَ الصَّــدى
لـنْ أكُــونَ الذّي قلتـــهُ خبــراً
لـنْ تكُــونَ الـذّي قلتــهُ مُبتدا
لــكَ الصّمــتُ إنْ شِــئتَ و المــوتُ إنْ شِــئْتَ
لِــي صَهــوَتِي وَ المَدَى
*********************
رُبَّمـــا نلْتقِـــي مَوسِــماً قاتِــلاً
رُبَّمــا لنْ يكُـــونَ اللِّقـــاءْ
تَوَكّــأْتُ يَومـاً عَليــك . . . وَ أدْري بِأنَّــكَ أَمطَــرْتنِي بِالـوَفـــاءْ . . .
وَ أَعلَــمُ أنَّكَ رَغـــمَ احتِيَاجـــكَ لِلدّفْءِ . . . غَطّيتَنــِي بِالــرِّدَاءْ . . .
*********************
وَ لكنّــني قدْ صَقلْتُ الموَاوِيل - كُلَّ الموَاوِيل - أَشْعَلتُ كُلَّ شُمُوعِ القَصِيدَةْ
أَدْرَجْتُ صَوْتَكَ في أوّلِ اللَّحْنِ . . . حتّى يَلِيقَ بهذَا البَهَاءْ
*********************
هيَ الرِّيحُ قبْضٌ كمَا قالَ بعضُ النُّحاةْ
هيَ الشِّعُرُ مَوتٌ و ضَرْبٌ مِنَ اللَّغْوِ حِيْنَاً كَما قالَ مَنْ يَصْخَبُونْ
وَ تِلكَ المسَافَةُ تُفضِي إِلى غَيْرِ ما يَشْتَهي العَابِرُونْ
سُنُونٌ تَمُرُّ , وَ لَمْ تَكتَرِثْ – حِينَ مَرَّتْ – سُنُونْ ؟
وَ لكِنّها الذِّكرَيَاتُ التّي تُعْشِبُ الآَنَ بينَ الشُّقُوقِ وَ حَوْلَ الرَّحَى
ذِكْرَيَاتٌ تُسافِرُ في آَخِرِ الضَّوءِ . . . تَأْتيكَ كَالبَرْقِ قَبلَ الضُّحَى
بُيُوتٌ نَشُمُّ شَبَابِيكَهَا وَ نُدْرِكُ لَهْفَ المَزَارِيبِ قَبْلَ المَطَـرْ
وَ نُبْصِرُ سِيقَانَ أَطفالِنَا في الشّوارعِ حِينَ يَنامُونَ فَوقَ الحُفَرْ
وَ نُدْرِكُ مِنْ قَبْلِ أَوْ بَعْدِ نَاقُوسِـنَا حِينَما لا يَدُقُّ الخَطَــرْ ! !
*********************
يَقُولونَ : تِلكَ الضَّريبَةُ بِنْتُ القَذِيفَةِ وَ المَرَحَلَــةْ . . .
وَضَـرْبُ الحِـزَامِ . . . وَ مَا يَتَفـرَّعُ عَنْ هَـذِهِ السِّــلْسِـلَةْ ! !
وَ لَيْسَ لَكُمْ غيرُ مِا يَشتَهي السّيـْفُ وَ الضَّيْـفُ و النَّاقَـةُ المُرْسَـلَةْ
وَ أَنتَ كَما أنتَ تَسْمعُ " فَيْرُوزَ " يُغْرِيكَ إِيقَاعُ شَـلالِهَا
تَسْتَعيدُ طُقُوسَ البَراءَةِ بَعْدَ العَكَرْ
تُحَاوِلُ أَلا تَكُونَ كَما كُنْت . . .
تُغْمِضُ عَيْنَيْــكَ حَتّى تُفَتِّتَ صَمْتَ الحَجَرْ !
يَرْنَــحُ حُزْنَــكَ شَــيئَانِ :
جَمْـــرُ السُّــــــؤَالِ . . . . . وَ نَــوْحُ الــوَتَــرْ !