|
شيِّدْ جداركَ فولاذا من الهَوَجِ |
وافرِضْ حِصَارَكَ سلطانًا على المُهَجِ |
واخْفِضْ جناحك للطَّاغين في ضَعَةٍ |
واضْرِب بجيشكَ أحبابًا بِلا حَرَجِ |
وَدُسْ على هَامَةِ الأخلاق مُنْتَشِيًا |
واقْرَأْ علينا أباطيلاً مِنَ الْحُجَجِ |
لا المالُ مالكَ حتى شِدْتَ في بَذَخٍ |
فولاذَ خِزْيٍ على الأجْداثِ في بَلَجِ |
ولا الكِنَانة أحْنَتْ رأسَها خَوَرًا |
فَرُحْتَ تَحْشُدُ أرْتالاً من الهَمَجِ |
وَتَدَّعِي السِّلْمَ نَهْجًا وَالدِّمَاءُ سَقَتْ |
بُنُودَ غَدْرٍ وَوَعْدٍ كَاذِبٍ سَمِجِ |
وَكَمْ تُضَيِّعُ مِنْ حَقٍّ تخاتلنا |
بِإِنَّ إِنِّي أَنَا تَخْتَالُ كَالْهَزِجِ |
وَكَمْ نَقَضْتَ يَمِينًا كُنْتَ تَغْزِلُهَا |
حَتَّى اسْتَويْتَ عَلَى الكُرْسِيِّ فَي الدَّلَجِ |
فَرْعٌ تَفَرَّعَ مِنْ فِرْعَوْنَ مِنْ خَبَثٍ |
تَبًّا لِفَرْعٍ بِحُبِّ الأَصْلِ مُمْتَزِجِ! |
يَا كَالِحَ الْوَجْهِ مَا أَخْفَيْتَ مِنْ دَخَنٍ |
يُبْدِيهِ مَنْ هَتَكَ الظَّلْمَاءَ بِالْفَلجِ |
ما أنتَ أولُّ مَنْ يَشْري كرامَتَنَا |
في سوق مُغْتَصِبٍ بالكَأْسِ والدَّعَجِ |
فاشْرَبْ مَعَ الجبناءِ الرِّجْسَ نَخْبَ غوى |
واثْمَلْ بِغَيِّكَ عِنْدَ الفاتِنِ الغَنِجِ |
واهْنَأْ بِعَرْشِكَ ، مهما عِشْتَ في رَغَدٍ |
غدًا سَتُسْجى بِجَوْفِ الأرضِ بالرَّهَجِ |
يا أرْضَ غَزَّةَ صَبْرًا فالوغى دُوَلٌ |
واللهُ يُنْعِمُ بعْدَ الضِّيقِ بالْفَرَجِ |
آسادُ عِزِّكِ في الْمَيْدَانِ ثَائِرَةٌ |
لا تَقْبَلُ الضَّيْمَ أو تنقادُ كالبَذَجِ |
قومٌ إذا غضبوا إنْ مَسَّهُمْ شَطَطٌ |
كالليث إنْ يَرِدِ الأخطار لم يُعُجِ |
لا قَوْمَ أَزْهَدُ حِينَ الغُنْمِ في طَلَبٍ |
ولا بأطمَع حين الفَتْكِ بالْوَدَجِ |
يا أمة رَكَنَتْ للهُون صاغرة |
يكفي البكاء على ما ضاع مِنْ حِجَجِ |
من كان في دَرَنِ الأهواء مُنْبَطِحًا |
فكيف ينهض وقت الجِدِّ ذو عَرَجِ |
عُودِي لِدِينِ الهدى نسمو على أُمَمٍ |
وَيَعْبَقُ الكونُ هَدْيًا طَيِّبَ الأرَجِ |
لَنْ يُشْرِقَ الفجرُ نصرًا مِنْ إرادتنا |
إلا بنور كتابٍ غيْرِ ذي عِوَجِ |