دموعُ الكبرياءِ
أمامَ قبرِ "صلاح الدين الأيوبي" قربَ الجامعِ الأمويِّ ... في دمشق
صَدَحَتْ بمدحِكَ ألسنُ الشعراءِ
يا رافعًا للمجد خيرَ لواءِ
يا فارسَ الهيجاءِ، لولا أمةٌ
لهتفتُ أنَّك واحدُ الغبراءِ
ماذا عساني أنْ أقولَ، وأنت ذا
طودٌ يطاول أعينَ الجوزاءِ
كم ذا يُتيِّمُني اللقاءُ، وقد زهتْ
من حول رمسِكَ أعظمُ الشُّهداءِ
أهلُ العراقِ وهل وجدتَ أشاوسًا
في الحرب مثل الفتيةِ النُّجَباءِ؟!
يا أيَّها البطلُ الكبيرُ عزاؤُنا
في وقع سيفك، وهو خيرُ عزاءِ
"بغدادُ" تقرؤك السلامَ، و"دجلةٌ"
ترنو إليك بهمَّةٍ قَعْساءِ
يا أيَّها الثاوي، و"جلقَ" دارُهُ
قد هاجمتنا عصبةُ الجبناءِ
حلّتْ بأرضك بعد خزيٍ نالها
زمرٌ بكلِّ حضارةٍ رعناءِ
عاد الصليبُ بخزيه متجبِّرًا
كالذئب يبطشُ في القطيع النائي
أخفيتُ دمعي حولَ رمسِكَ عنوةً
كي لا ترى دمعي عيونُ الرائي
ومشيتُ أحمل فوق ظهري هاجسًا
وتركتُ كلَّ الكبرياءِ ورائي