أُعذريني
أُعذريني فالهوى طيرٌ هَجرْ
أُعذريني وامسحي كلّ أثرْ
أُعذريني ضاعَ حلمي بعد ما
كانت اللقيا قضاءً وقدرْ
لفتتي تمتدّ مِن هجرانِهِ
لجمالٍ ما على بالٍ خطرْ
حيث يرقى للمنى في لهفةٍ
ويديرُ العينَ عن كلّ البشرْ
فيه روحٌ لزمانٍ قد جفا
يلتقي فينا وما يومًا نظر
كلّ ما يهواه شئٌ قد مضى
فيهِ ذكرى وحنينٌ للسهر
أُعذريني حسرتي كانت هنا
مثل ليلٍ قد ألفناهُ وَمَر
أُعذريني إنّ ليلي مُتعَبٌ
قد ذوى مِن طول شوقٍ للسحر
أعذريني كلّ شئٍ ينتهي
مثل أوراقي وآهات السفر
ويعودُ الحلم يرنومثلنا
عن وجوهٍ حالماتٍ بالظفر
كيفما كانت عيوني أرتوي
مِن نجومٍ أو شموسٍ أو قمر
أرتوي منها وان أبدلتني
جنّة اللقيا بصدٍّ في سقر
أُعذريني وحشتي ظلّت معي
تكتوي شوقًا بآلاف الصور
تكتوي مثلي كأوراقٍ هوت
تغتلي فيها حبيباتُ المطر
أُيُّ قيثارٍ إذا داعبتها
أيُّ لحنٍ خانهُ ذاك الوتر
يامنى العينين إنّي راحلٌ
بين همٍّ وظلامٍ وضجر
1980