السلام عليكم ورحمة الله وبركات
1. ما هي الضرور الشعرية وهل من تعريف واضح لها؟؟
تعريف الضرورة الشعرية :
من تعريف الأولين قولهم : " هو ما وقع في الشعر مما لا يجوز وقوعه في النثر ". (1)
وقيل أيضاً : " ما أجازت العرب فيه مما لا يجوز في الكلام , سواء اضطروا إلى ذلك أو لمْ يضطروا , لأنَّهُ موضع ألفت في الضرائر "(2)
2. متى تستخدم الضرورة الشعرية وهل من حدود لها؟؟
بناء على التعريف الثاني نجد استخدامهما في مواضعَ ألفتْ فيها الضرائر , وحدود هذا الاستخدام بشكل عام هو حرية الشاعر أكان مضطرا أو لا وبشكلٍ خاص وهو ما يجب أن يأخذ به الشاعر في رأي من سبقوه كما أخذ عنهم اللغة والشعر وفي ذلك " سأل ابنُ جني أبا علي ,على : هل يجوز لنا في الشعر ضرورة ما جاز للعرب ؟ فقال : كما جاز لنا أن نقيس منشورنا على منشورهم , كذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم , فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا وما حظرته عليهم حظرته علينا , وإذا كان كذلك فما كان من أحسن ضروراتهم يكون من أحسن ضروراتنا , وما كان من أقبحها عندهم يكون من أقبحها عندنا , وما بين ذلك يكون بين ذلك . "(1)
3. هل استخدام الضرورة دلالة على القدرة أم على العجز في البيان؟؟
لو كان استخدام الضرورة أو الضرورة بعينها دلالة على قصور في البيان كمعيار لكان كل الشعراء وهني البيان , أما القدرة فتأخذ منحى آخر لا يحكم في الضرورة إلا توفيقياً حيث إذا وفق الشاعر في استخدامها مراعياً قبولها لدى جمهرة اللغة والأدب , واستفادته منها في تجلية معنى لا يتأتى إلا بها , وحفاظاً على رونق البيت بلاغياً , كان قديراً في مضمار علوم اللغة وآدابها .
4. هل للشاعر فعلاً الحق في استخدام هذه الضرورة لتجاوز القواعد والأصول؟؟
لو لم يكن للشاعر الحقُّ في استخدامها لما عرفنا الضرائر , ولوجدنا شاعراً خلا شعره منها .
5. هل تستوي الضرائر الشعرية؟ هل تقبل كلها بذات القيمة؟؟
بناءً على إجابة أبي على في أحد المحاور السابق نجد أنها لا تستوي ومعيارها قوله " ما كان من أحسن ضروراتهم ... الخ " فهي تعتمد على خلفيتنا وعلاقتنا بالموروث .
6. هل تجاوز قواعد النحو والصرف بداعي الضرورة الشعرية أمر متاح لكل من نظم؟؟
وهي بداعي الضرورة أنشأت خلاف بين العلماء والأدباء فكيف يكون الحال إذا كان متاح هذا التجاوز لكل من نظم , إذن التجاوز هو معلوم ومحدود ليس لنا الحق في أن نضيف أو نحذف إنما لنا القبول والرفض في الضرورات , أمّا إتاحة الحرية لكل من نظم فهذا مرفوض لا محالة , فلا بدَّ من أن يعلم الناظم أو الشاعر الضرائر بأنواعها ومواضعها ورأي الأولين فيها بين القبول والرفض .
7. ما هي انعكاسات استخدام الضرورة الشعرية على الأدب بشكل عام واللغة بشكل خاص؟؟
لا نستطيع تحديد الانعكاسات بسببٍ بسيط ألا وهو ملازمة هذه الضرائر للشعر منذ نشأته , علما بأن الشعر نشأ قبل أن تنضج اللغة التي نزل بها القرآن وهي في أكمل حلتها , والمهم هنا هو مدى استخدام هذه الضرائر , وبالتالي نستطيع تحديد الانعكاسات بعد دراسة وبحث وتقصي , من هنا أستطيع القول أن عشوائية استخدام الضرائر والإكثار منها سيؤدي إلى اضطرابات في اللغة لأنَّ الشعر يعد مرجعا لغوياً بعد القرآن والسنة لذا علينا أن نرجع في الشعر إلى ما رافق سير القرآن والسنة ونأخذ به ..
هذا ما لدينا والله ولي التوفيق
سنعود فالنقاش في أوله
1- أهدى سبيل إلى علمَي الخليل .. تأليف الأستاذ محمود مصطفى .
2- ضرائر الشعر لأبي الحسن المعروف بابن عصفور .