تأملات في النبوة والنبي
يتيمٌ يتَّم العالم
نور السماء من التراب سما فهلا تعجبون
قد كنتُ أحسب أن يكون البدر والده الحنون
أو أن تكون الشمس أمّا والنجومُ له أخون
لكنّه فضل التراب على الضياء أتعلمون
*************
وتهبّ من نوم طويل تحت أغطية القرون
أرضٌ الحجاز على هتافٍ من سماوات الظنون
قومي لتلبسك السما تاج العمالقة الثمين
درّاته إيوان كسرى ثم جلّقَ تلبسين
**************
ألأنها غرقت ببحر الرمل أدركها السفين
كرةٌ تٌقاذف بين كسرى ثم قيصرَ يلعبون
في لجّة الظلمات لا تدري الشمال من اليمين
نارٌ تؤرّثُها رياحُ الليل حينا بعد حين
**************
َأم أنها لمّا يكدّرْ ماءَها العذريّ طين
ما بينما الغبراء والخضراء سدُّ من يقين
والروح في الآفاق تسري لم تقيّدها السجون
أم أن هاجرَ ما يزال من الخليل بها جنين
*************
أم أنها قيثارة الأشعار في بيد السكون
طربتْ لها أذن السماء فحرّكت فيها الحنين
بعثت رسولَ الحبّ بعد الهجر دهرا لا تلين
يا أرض فرصتُك الأخيرة كم أقلتُك كلّ حين
**************
ما كنت إلا المبتدى فالآن جئتك بالخبر
تمّ الكلام فدعك بعد اليوم من نصب وجر
مدّي بساط الأنس طاب لنا لدى الوصل السهر
لم تشربي إلا المياهَ وآنَ آن لكِ السكَََر
*************
وغدت ربوع الأرض تعجب إذ تناقلتِ الخبر
بدوٌ ستغدو عن قريبِ من أساتذة البشر!
وخيامهم ستكون مدرسة الحضارة والحضر!
ربّاه ماذا خبّأ القدر العظيم من العبر!؟
******************
فسفينة الإيمان سارت لا تبالي بالصور
مخرتْ عباب البحر تبحث فيه عن أغلى الدرر
من ظلمة المحّار تخرجه ومن قلب الحجر
ولكم تفجّر من صلاد الصخر في الدنيا نهَر
****************
صحراءُ أنى يبسٌق الدوحُ العظيم ولا مطر
الشمسُ تحت ظلاله عمّا قريبٍ والقمر
والفرسُ والأتراك والهنديّ يجنون الثمر
والصين ما قطفت ولكنْ نالها عبَقُ الزهَر
*************
أرأيتَ سيلاً كالجبال من الجبال إذا انحدر
أرأيت غيثاً كالسماء من السماء إذا انهمر
أرأيت للبرق العظيم يكاد يذهب بالبصر
فكذاك كان العُرب لمّا قادهم ذاك القمر
*****************
تبكي أباكَ و أنت أضحكتَ الملائكَ والبشر!
تبكي أباك وأنت أضحكت البداوة والحضر!
تبكي أباك وأنت أضحكت المعاني والصور!
تبكي أباك وأنت أضحكت القضاء مع القدر!
*******************
فلتبكِ نزرا سوف تبكيك الخليقةُ أبحرا
فلتبك يوما سوف تبكيك الخليقة أعصرا
فلتبك والدك الحبيب لياليا أو أشهرا
فلسوف تُبكى يا أبانا ما إلى بعث الورى
توضيح:
المقاطع الثالث والرابع والخامس تشير إلى بعض من الحكم وراء اختيار العرب للرسالة الأخيرة
الثالث يشير إلى أن العرب كانوا في ذيل الأمم اجتماعا وسياسة واقتصادا وعلما فأصبحوا في مقدمة الأمم وهذا يبرز عظمة هذا الدين وصدقه
الرابع يشير إلى عذرية و نظافة الجزيرة العربية من الفلسفات التي يمكن أن تشوش الفكر العربي وتصده عن الدين الحق
الخامس يشير إلى اللغة العربية التي اختيرت لتكون وعاء القرآن العظيم وذلك لميزاتها العظيمة التي لا تدانيها لغة في العالم أجمع