|
عجبتُ ـ ورب الخلق ـ ممن له قلبُ |
يعيش به في الناس ليس له لبُ |
ويزعم أن الله يختار مثله |
لحمل الأمانات الثقال فلا يكبو |
فذلك ـ والله ـ الدمار بعينه |
وذلك ـ والله ـ تخرُّ له الشهب |
"إذا جاء نصر الله" يوما وفتحه |
فلا تبحثن عنهم فإنهمُ عيب |
وإنهمُ موت وإنهم الخنا |
وإنهمُ قبر وإنهم الحُجْبُ |
فليسوا كمن باع الحياة لنصره |
وليسوا كمن باهى ـ قديما ـ به الرب |
ألا أيها الحكام مَن سيقودهم |
إلى هدم( أقصانا) العويلُ بل الشجب |
تَنَحُّوا عن الدنيا فقد دُنِّستْ بكم |
وراحت تقاسي الغدر ينتابها الريب |
فلولاكم ما راح عرض ولا دم |
ولا كان للخنزير يوما بنا خطب |
وخلوا لمن باع الحياة لربه |
فدانت له الدنيا ودان له الغرب |
فذاكم ـ يمين الله ـ من نقتدي به |
هو الفارس المغوار ـ دوماـ هو القطب |
وأنتم هباء بل غثاء و ذلة |
وشجب وتنديد ومأكلكم عُشْبُ |
وهل يدَّعي ذو العقل يوما أخوَّةً |
ويترك إخوانا بأيدي العِدا تخبو؟! |
لقد كان عهد الكفر يشهد دهره |
بنصرة مظلوم وليس له قرب |
وأنتم تباهون الخلائق كلهم |
بأنا أشقاء ويجمعنا الحب |
صدقتم ـ ورب الخلق ـ فيما ادعيتم |
فأجسادكم كُثْرٌ ويجمعها قلب |
ولكن بدار اللهو والخمر والهوى |
ولم تجتمع يوما إذا دارت الحرب |
فكيف انتصار الحق يوما على العدا |
إذا اتحد الكفران واختلف العُرْبُ؟؟! |
وراحت ـ هباءً ـ أمةُ الحق والعلا |
هوت بعدما كانت لربي هي الحزب |
تنحوا لنحيا فوق أرض تخضبت |
دماء وأرواحا يُزَانُ بها الغيب |