في سباقٍ مع الزمان الأصيل
محمد العلوان
في سباقٍ مع الزمان الاصيلِ
ينتهي فجأةً كحلمٍ جميلِ
ينتهي فجأةً وما من بريقٍ
غير نارٍ تسعرت في ذهولِ
غير نارٍ تقاسمتها أيادٍ
دست السم في مروج الحقولِ
غير نارٍ تسعرت بعد وقدٍ
من لئيمٍ وكل وغدٍ جهولِ
يشرب الحقد من كؤوسٍ تعاطت
خمره الامس من حفيد سلولِ
أي حقدٍ حملتموا يا رعاعاً
يا ضعاف النفوس في كل جيلِ
ما علمتم سوى اللهاث وولغٍ
ككلابٍ تسابقت بالعويلِ
من دهورٍ وأنتموا في ضلالٍ
تتبعون العمى بوضح الدليلِ
في سباقٍ عليَّ يمشي أتكاءاً
فيه امضي برغم جرحي الثقيل
في سباقٍ مع الوداع تبدت
قبلاتٌ على الطريق الطويلِ
تتداعى وتستلذُ انتظاراً
ضاق ذرعاً ببائسات العقولِ
من رقادٍ أطل فوق عيونٍ
أبدلت فجرها بليلٍ هزيل
أيها النائمون جرح الثكالى
عتق الشمس من قيود الاصيل
يتجافى عن الرقادِ ويأبى
صيحة الذل من سياط الدخيلِ
ثم أهدى لكل عينٍ سماها
تحرس الافق من حتوف الأفول
أيها السالكون درباً مهيباً
فيه تأبى النفوس عيش الذليل
يكتويها العناءُ يوم أستباحت
موجة الشركِ باسقات النخيلِ
يستحث النفوس همٌ تخطى
غائلات الطموح صوب الوصولِ
يا رقاداً أشاع قتلاً بأهلي
وسْط حلمٍ مشيعٍ بالرحيلِ
وسط حشدٍ من الخيول تبارت
تسبق العدو ضابحات الصهيل ِ
تسبق العدو بأرتقاءٍ رشيدٍ
أبد الدهرِ غيمها في هطولِ