قصيدة جميلة تمدح الحبيب خير الخلق فجزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر.
ونص يبرز الكثير من معالم التمكن والإبداع عند الشاعر بما يستحق الثناء والإشادة ولكنني وقفت عن معضلة تكررت في عدة مواضع بشأن توظيف المفردات والألفاظ بما هو أنسب وأصوب.
أولا:
قــلـــمـــي فـــــــــي رحـــابـــكـــم مــــأســـــورٌ
وبحـرفـي ضـــاق الـخـيـالُ الفـسـيـحُ
هنا خطأ عروضي إذ أنك استعملت في العروضة زحافا لا يستعمل إلا في الأضاريب.
ثانيا: أمثلة على عدم الدقة في التوظيف الأفضل للمفردة فهاك:
كـــل شـعــرٍ _فـــي ذاتـــهِ_ مــجــروحُ
وقـصـيـدي _بـمَـدْحــهِ_ الـمـمــدوحُ
ألبيس أفضل وأقرب للمنطق أن تقول: كل مدح في ذاته مجروح؟؟
حــالــمٌ لَــــمْ يَـجْـهَــلْ, وإن أغـضـبــوهُ
لـــــيـــــسَ فـــــظـــــاً, فَــقـــلـــبـــهُ مـــفــــتــــوحُ
مفتوح هنا ليست ذات توظيف مناسب أو قوي ، وربما تجد غيرها مما يناسب مثل مشروح مثلا من باب أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ أي فسَّح صدرهُ ووسَّعه.
وانـظُـرِ الـجــذعَ كـــم لـــه مـــن أنـيــنٍ
يـــتــــأســــى ومــــــــــــن أســــــــــــاهُ يــــــنــــــوحُ
كم له من أنين؟؟ أليس أجمل وأكمل لو قلت: كم ذوى من أنين؟؟
ثالثا: لاحظت الحشو الهائل في النص بما أفسد الكثير من القيمة الجمالية له وإليك بعض الأمثلة:
وَدَوَاتـــــــي حـــبــــرٌ عــقــيـــمُ الــمــعــانــي
مبـهـمُ الـحـسِ, لـيـس فـيــهِ وضـــوحُ
ما معنى مبهم؟؟ معناه أنه ليس فيه وضوح
فماذا قدمت بهذا الشرح لذات اللفظ وذات المعنى؟؟
فَــهَـــدى الــقـــومَ لـلـجِـنــانِ بِــحُــســنٍ
لَــــــــــمْ يَـــصـــفْــــهُ مُـــــفَـــــوَّهٌ أوفَـــصــــيــــحُ
وهل المفوه إلا أحد مرادفات الفصيح؟؟
صــــادقُ الــوعــدِ, مـخـلــصٌ وأمــيــنٌ
بــاســطُ الــوجـــهِ, مُــشـــرِقٌ وصَــبُـــوحُ
العجز هنا كله مترادفات لذات المعنى أيضا.
مهما يكن من أمر فإن حرفك يعد بالكثير وأثق بأنه سيكون أرقى وأقوى في مستقبل الشعر.
أهلا ومرحبا بك في أفياء الواحة.
تحياتي