ترى ماذا سيحدث لو مات أحدنا نحن الناس العاديين ؟!
الشمسُ مشرقةٌ ،
وموجُ البحر هادي
والريحُ تعبثُ بالنباتِ وبالجمادِ .
والأرضُ بلَّلها الندى ،
والروضُ ينثرُ عطرَهُ ،
والطيرُ فوق الغصنِ شادِ .
يومٌ جميلٌ ،
مثلَ أمسِ ، وقبلَ أمسِ ،
ولا جديدَ هناكَ ،
تحت الشمسِ ، بادِ .
لم يختلف شيءٌ ،
ولا سقطتْ ،
من النجْماتِ واحدةٌ ،
وحطَّت في الوهادِ .
كلاَّ ،
ولا جبلٌ تصدَّعَ ،
بعد موتكَ ، أو
تشققت الصخورُ ببطن وادِ .
والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ،
وما تبدَّلَ لونُهُ ،
حزناً عليكَ ،
إلى رمادي .
والناسُ ،
هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ ،
وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ،
هناك غادِ .
والقاطراتُ تسيرُ ،
والباصاتُ ،
والعرباتُ تمضي ،
للحواضر والبوادي .
والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ،
وبيَّاعُ الفواكه :" زاكي يا حَمَوي " ،
ينادي .
لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،
ولم ترقدْ ،
ولا هبَّتْ ،
لأجلكَ ، من رقادِ .
لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،
ولا اتَّشحتْ ،
عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ .
لم يُذْكَرِ اسمُكَ ،
في الفضائياتِ ، يا هذا ،
ولم يُعْلَنْ ،
هنالكَ ، عن حدادِ .
لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ،
قيمتَهُ ،
ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي .
تمضي الحياةُ ،
كأنَّ شيئاً لم يكنْ ،
والناسُ ما نقصوا ،
ودوماً ، في ازديادِ .
تمضي الحياةُ ،
كما لو انَّ جرادةً
ماتتْ ،
ولم يحفلْ بها ،
سربُ الجرادِ .
لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ،
ولستَ آخرَ من يموتُ ،
وموتُ ، مثلك أنت ، عادي .
ماذا يهمك ، بعد موتك ،
نصرُنا ؟
وقضاءُ جيش المسلمينَ ،
على الأعادي .؟!
ماذا يَهمُّك ما الذي
سيحلَّ بالدنيا ،
وبالأحياءِ ،
من سينٍ و صادِ .؟!
وهناك أخرى ، في انتظاركَ ،
يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،
على رب العبادِ .