لن تنكسر
أنثرْعلى صدرِ الزَّمان حِكايةََ النََّصرِ المُؤزَّرِ
في زمانِ الـذُّلِّ
في زََمَنِ السُّـقوطِ على حذاءِ الصمتِ
والخذلانِ
في وطنٍ يُقيِّـدُه التَّسـلُّط والخطرْ
أُكتب بِسـيفكَ قصَّة الصَّبر العَصيِّ
وعِزَّة الهـاماتِ من صمَدتْ ولمْ ...
لمْ تنكسـر
واجعل بِصبْرِك كلَّ أرواح الضَّحايا لعنةً
يشْقى بها ألَمـاً
سـماسـرةَ الدَّمِ المسـفوك في حاناتهمْ
خـابوا ...
وخابَ حليفهمْ
لنْ يفرحوا بِسُقوط غزَّة هاشـمٍ
قسَـماً بكلِّ مقدَّسٍ ...
قسـماًَ ...
سـيُهزَمُ جمْعُهمْ
وغداً يُوَلّونَ الـدُّبُرْ
قسـماً وإن صََلبَ الغُزاة على الرِّماحِ
جدائِل الفلـذاتِ ما بين الرًُّكام فإنها
لن تنكسـرْ
قسـماً وإن سـرقََ الغُزاة من الشِّـفاهِ رِضابَها
لن تنكسـرْ
حتى وإن قصف العدوُّ براجماتِ لهيبهِ
أَصيصَ أزهارٍ تفتح كالطفولة ضاحكاً في فجرها
أو صدْر عشـاقٍ على شُـرُفاتها
قسـماً فإن إباءََهـا
لن ينكسـرْ
قسـماً وإن سُـكبَ الرَّصاصُ
على جبينِ الأرضِ
في السّـاحاتِ
أو فوقَ الـرُّؤوسِ
على العيـونِ
كسـيْلِ كرْبٍٍ مُنْهمرْ
أبداً فإن جبينها
لن ينكسـرْ
لا الغـزْوُ يثنيهـا ولا
بِقوافلِ الكلِمـاتِ يوماً
تنتصـرْ
هي غـزَّةٌ
بل عِزَّةُ الأهلِ الذين تقدَّموا
وتقاسـموا
شَـرَفَ الصُّمودِ
بيوم غدْرٍ مُسْـتعرْ
هيَ رايةُ التَّوحيدِ حين تَسـلَّلت
راياتُ أهل الشِّـركِ بيْن ضُلوعها
حين اعتلى العُزّى جواداً من لهبْ
وتسلَّقت أوثـانُ عاريـةٌ حصونـاً
قد رَفعنَ من الخشـبْ
حين اسـتحالَ الزَّيفُ رايـاتٍ
تُرفْرف في مواخيـرِ الكذبْ
فهُنـا ...
هُنا في غزَّة الثوار ينكشـفُ القِناعُ
وتغرقُ الأحلامُ في
بركان َصبُّر ما نضبْ
هذي الجُموع العاكفاتُ على السُّـجودِ
وحملِ ألوية الجِهـادِ إلى الظَّفرْ
أبداً سـتنهضُ فوق آلآم الفجيعـةِ مثلما
نهضَ الخليلُ مُظفَّراً
من بين ألسِـنَةِ اللَّهبْ
ما زال أعـداءُ الحيـاةِ يقودهم
صَلفٌ وحقـدٌ واعتقاداتٌ
ووهمٌ مندثرْ
فلتصمدي للريح يا أرضََ الرِّبـاط ِ
وتوَِّجي
كل الذين تسـابقوا
لفـداءِ أرضِ الشَّمس
من بين الرُّكام
وأجِّجي
بين الجُموعِ
نداءَ أحرار العربْ
وزلْزِلي
أرواح أعداءِ الحيـاةِ فإنهمْ
صنعوا بأيديهم نهـايَتَهمْ
وعهْـداً
للجحيم سـينحدرْ
فغـداً سـيختنقُ الحصارُ وترتدي
يا أرض غزَّة حُلَّـةً
بِيَدِ الذين تقدموا ...
وبهاءُ ثوبِ الإنتصارِ مُضمَّخٌ
بدماءِ شـعبٍ شـامخٍ
لم ينكسـرْ
16/1/2009