المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد الأنصاري
واستأسد الجرح
إذا لقيت محبا فاسقه خمرا
لعلها أن تزيح الحزن والكفرا
قد كان بيني وبين السكر مرحلة
من التصبر لكن لم أطق صبرا
ما زلت أسخر بالأمطار مذ بزغت
بي الفتوّة حتى أمطرت جمرا
ورحت آوي إلى الأشجار فالتهبت
أوراقها واستحالت أعيناً حُمرا
فكل سقف علي اليوم منحطمٌٌ
وكل بيتٍ أراه اليوم لي قبرا
ما شفني الوجد لكن شك خاصرتي
واغتالني قبل أن أستوعب الأمرا
ولم أكد أبصر الأيام باسطةً
لي الذراعين حتى أتبعتْ هجرا
هل من سبيل إلى سحر فأعقده
أو من سبيل إلى أن أسحر السحرا؟
فأضرب الصخر كي ينشق عن نهَرٍ
وألجم النهر حتى يغتدي صخرا
وأختلي بقلوب الناس أنقشها
بما أشاء وأمحو الكره والكبرا
إني عشقتك يا من لست أذكرها
كيلا يعكر منها ذكرُها الذكرى
وما تركتك والأهوال عاصفة
لكن تركت لك الدنيا مع الأخرى
فانثالت الروح حتى أصبحت غدقا
وجفت الروح حتى أصبحت صحرا
واستأسد الجرح ما جاد الزمان له
لا بالوصال ولا أهداه أن يبرا
أرنو إليه بعيني وهي حائرة
مقلبا منه كفّاً أصبحت صِفرا
إلى متى وأنا في القيد منتظرٌ
والليل يوسعني في وحدتي قهرا
فلا المنى في دجى الظلماء تسعفني
ولا الردى فأريح الروح والعمرا