مُنْعَطَفٌ جَادٌ تُرَىْ هَلْ يَغِيْبُ الجُرْحُ بَيْنَ نِصَالِهِ
وَهَذا قَطِيْعُ الْحِقْدِ تَخْتَالُ رِيْحُهُ بِعَصْرٍ يُرَاعِيْهَا بِكُلِّ اِمْتِثَالِهِ
مَضَى فِيْ صِرَاعٍ غَيْرِ ذِيْ شِيْمَةٍ سِوَى زَوَائِدِ مَكْرٍ نُضِّدَتْ بِاحْتِيَالِهِ
وَتُوْغِلُ فِيْ أُذْنِ الأَصِيْلِ اِنْتِفَاضَةٌ تُجَمِّدُ قَهْرَاً فِيْ ضَوَاحِيْ اِحْتِلالِهِ
وَتَبْزُغُ مِنْ بَيْنِ الأَصَابِعِ لَمْسَةٌ تُزِيْلُ عَنِ القِنْدِيْلِ فَوْضَى اِخْتِلالِهِ.
لَدَىْ الطِّفْلِ فِيْ أُرْجُوْحَةِ الْلَيْلِ دُمْيَةٌ تَأَخَّرَ عَنْهَا الصُّبْحُ مِنْ سُوْءِ حَالِهِ
وَيَصْحُوْ بِهِ حُلْمُ العَنَاقِيْدِ حِيْنَمَا تَخَلَّتْ كُرُوْمٌ عَنْ دَوَالِيْ فِصَالِهِ
لِنَهْرٍ أَنِيْقٍ، بِالمَوَاوِيْلِ مُزْمِنٌ جَرَىْ مُسْتَعِيْرَاً بُرْدَةً مِنْ خِصَالِِهِ
فَحَدَّقَ بالتَّنُوْرِ ماءٌ وَإِذْ بِهِ نَذِيْرُ الْمَنَايَا هَائِجٌٌ مِنْ ضَلالِهِ
زَمَانٌ مَعُوْقٌ شَاكَسَ المَاءَ فَالتَوَى عَلَى جَمْرَةٍ أشقتْ وُجُوْهَ عِيَالِهِ
عَلَىْ مَتْنِ مَوْجٍ طَاعِنِ المِلْحِ حَسْرَةٌ تُنَاشِدُ صَدْراً رَحْمَةً مِنْ نِصَالِهِ
فَأَوْدَىْ بِرَيْعَانِ الرَّجَاءِ مَنِ اِرْتَأَىْ مِنِ الصَّخْرِ عَفْوَاً نَابِتَاً فِيْ جبَالِهِ
ضَبَابٌ لَقِيْطٌ يَسْتَبِيْحُ مُشَاغِبَاً حَضَارَاتِ مَنْ يَجْنُوْنَ شَتَّى نَكَالِهِ
أَجِزْ لِيْ يَدَاً يَا آخِرَ القَيْدِ فَالعَنَا بَكىَ سَاعِديْ قَبلَ ارتِجَالِ زَوَالِهِ
.
هُمَا غَابَتَا مَجْدٍ، سَلامٌ مُنَزَّلٌ وَقُدْسٌ تَرَبَّتْ تَحْتَ عَيْنَي ظِلالِهِ
تَمَطَّىْ جِدَارٌ أَوْ تَثَاءَبَ، لا أَرَىْ خِلافَاً تَلَّوَى فِي مُحِيْطِ جِدَالِهِ
فَلا الشَّمْسُ تَأْتِيْهَا المَرَابِعُ بالضُّحَى وَلا الضَّوْءُ يَدْرِي عَنْ بُزُوْغِ اِنْفِصَالِهِ
وَلا البَدْرُ أَغْفَىْ عَنْ مَجَّرَاتِ شَرْقِهِ فَأَجْرَى لهَا نُوْرَاً بِأَقْصَىْ اكْتِمَالِهِ
وَهَا قَدْ تَخَطَّىْ الدَّهْرُ مَنْسُوْبَ خَيْبَةٍ وَأْغْرَقَهُ بِالحُزْنِ مَشْتَىْ خَيَالِهِ
نَسَوْهُ بِجُبٍّ رَاعِفِ الحُلْمِ، حَوْلَهُ سَنَابِلُ مَلأَى مِنْ صُوَاعِ اِنْتِشَالِهِ
وَبَيْنَ الصَّدَى والصَّوْتِ حَالَتْ قَضِيَّةٌ فَلاحَتْ لِبَابِ السِّجْنِ جَدْوَىْ مَنَالِهِ
وَبَيْنَ عُوَاءِ الذَّنْبِ وَالبِئْرِ قِصَّةٌ تُفَصِّلُ مِنْ ذِئْبٍ قَمِيْصَ وَبَالِهِ.
دَمٌ عَازِفٌ عَمَّا يُكَابِدُهُ الفَتَى بِهَمٍّ يَرَاهُ المُوتُ فَوْقَ اِحْتِمَالِهِ
وَتَعْلَقُ بِالتِّيْهِ المُكَبَّلِ بِالدُّجَى مَسَاراتُ فَوْضَى صَرَّحَتْ بِاعْتِقَالِهِ
قَلِيْلٌ مِنَ الأُوْجَاعِ يَكْفِيْ لِخَيْمَةٍ فَكَيْفَ إِذَا ضَجَّتْ خِيَامٌ بِآلِهِ؟
فُيُغْضِيْ لِسَانَاً عَنْ كَوَابِيْسِ إِخْوَةٍ وَيُمْلِيْ عَلَيْهِمْ قِطْعَةً مِنْ نِضَالِهِ
وَفِيْ صَدْرِهِ سُتُوْنَ حَيْفَاً تَمَازَجَتْ مَعَ الهَمِّ فَاسْتَعْصَىْ عَلَيْهَا بِحَالِهِ
.
إِلَى أَيِّ جُرْفٍ يَا جَلِيْدُ تَقُوْدُنَا إِذَا التَفَّ نِيْرُ العَصْرِ حَوْلَ حِبَالِهِ؟
تَعَالَيْ مَعَيْ للِقُدْسِ يَا مِيْزَةَ الهُدَىْ تَرَيْ غايةَ الأَحْلامِ طَيَ رِحَالِهِ
تَرَي فِيْ طَرِيْقِ النُّورِ شرقا تَحُفُّهُ نَوَاقِيْسُ سَارَتْ بَيْنَ أَيْدِي هِلالِهِ
وَفِي القُدْسِ مَا يُغْنِي الجَوَابُ يَمَامَةً عَنِ البَحْثِ فِي أَبْرَاجِهِ بِسُؤَالِهِ
نَوَاقِيْسُ غَضْبَى لَمْ تَزُرْ كَفَّ رَاهِبٍ تَشُقُّ بِآَحَادٍ سَمَاءَ احْتِفَالِهِ
وَمِئْذَنَةٌ مِنْ أَرْذَلِ الليْلِ تَنْطَوِي كَصَوْتٍ نَعَاهُ الفَجْرُ قَبْلَ اغْتِيَالِهِ
تَهِزُّ سَرِيْرَ النَّجْمِ يُمْنَىْ مَدِيْنَةٍ فَتُوْقِظُ جِيْلاً مِنْ سَرَايَا شِمَالِهِ
وَتُرْفَعُ مِنْ تَحْتِ الغُرُوْبِ حَضَارَةٌ تُقِيْمُ بُرُوْجَاً فَوْقَ شَمْسِ فِعَالِهِ
فَفِيْ البِئْرِ قَامُوْسٌ تَآخَىْ مَعَ الرُّؤَى لِيُخْلِدَ بِالبُشْرَى مَهَبَّ رِحَالِهِ
يَرُدُّ لأُوْلَى القِبْلَتَيْنِ مَقامَهُ وَنَخْلاً تَسَامَى عَنْ مَعَاوِلِ آلِهِ
فَمِنْ مَهْدِ عِيْسَى للنَّخِيْلِ أَرَى الهُدَى يُزِيْلُ عَنِ التَّغْرِيْبِ وَجْهَيْ مَآلِه
بِمَاذَا يَرُدُّ المُرْجِفُوْنَ إِذَا اِخْتَفَى يَرَاعٌ وَسَجَّى الحرفُ سَطْرَ انفعاله؟
شَوَارِعُ صَرْعَى أَيْنَمَا سَارَتِ الخُطَا تَجِدْ فِي حَنَايَا الْلَوْمِ مَسَّ اِحْتِلالِهِ
وَفِي أَيِّ قِدِّيْسٍ، تَفَحَّصْتَ كفَّهُ تَرَىْ قِصَّةَ الأَقَصَى بِعَيْنَي خَيَالِهِ
وَنُوْرَاً يُصَلِّي الفَجْرَ فِي مَسْجِدِ الهُدَى يُرَتِّبُ مِعْرَاجَ الرَّسُوْلِ بِبَالِهِ
أَرَى فِي أَتُوْنِ الدَّاجِيَاتِ سَخِيْمَةً تَخَطَّتْ بِجَمْرِ الغِلِّ صَدْرَ اشْتِعَالِهِ
وَنَجْمَاً فَتِيَّاً لا يَخِيْبُ لِهُدْبِهِ شُرُوْقٌ تَحَفَّى مِنْ قَدِيْمِ اِرْتِجَالِهِ
بِحَارَاتِهِ الزَّيْتُونُ يَصْحُوْ مَعَ النَّدَى وَبدْرٌ تَمَنَّى مَسْحَةً مِنْ جَمَالِهِ
وَصَوْتٌ رَبِيْبُ الغَارِ يَشْدُوهُ مَسْجِدٌ فَتَسْرِي بِأُفْقِِ الوَجْدِ رُوْحُ بِلالِهِ
وَقُبَّعَةٌ تَجْتَرُّ مِنْهَا خُرَافَةً أكاذيبُ لمَّا تَرْتَفِعْ لِنِعَالِهِ
وَنَقْشٌ كَئِيْبٌ لَوْ تَلَمَّسْتِ وَجْهَهُ لَسَالَتْ حُرُوْفٌ مِنْ زَوَايَا اِعْتِدَالِهِ
.
عُقُوْقُ المَبَانِي مِنْ هَشَاشَةِ عَزْمِنَا تَفَتَّتَ فِيْهَا الحَقُّ حِيْنَ اخْتِزَالِهِ
فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِيْنَا اليَمَامُ إِذَا هَوَى جَنَاحٌ تَأَبَّى غَيْرَ أَقْصَى مَجَالِهِ؟
تَخَطَّتْ قَوَانِيْنَ الرَّصَاصِ يَرَاعَةٌ فَصَاغَتْ لَنَا مَجْدَاً بِجُرْحِ اِخْتِيَالِهِ
وَجَاءَتْ بِمِلْءِ الحَرْفِ عَاصِمَةُ الرُّؤَى تَقُوْدُ نَهَارَاً يَزْدَهِيْ بِخِصَالِهِ
وَهَذَا الحَصَادُ الحُرُّ مِنْ دِيْمَةٍ جَرَى لِتُعْلِنَ كفُّ الحَقْلِ أُوْلَى غِلالِهِ
فَهلْ يُرْتَجَى مِنْ لُجَّةِ الوَيْلِ عَاصِمٌ إِذَا أَغْرَقَ التَّأنِيْبُ مَرْسَى انْعِزَالِهِ؟
كُنُوْزُ اليَتَامَى رَمَّمَ الخِضْرُ سُوْرَهَا وَهَا قَدْ أَتَتْهَا نُخْبَةٌ مِنْ رِجَالِهِ.