أمّــــي
مذ كنــتُ لا أدري الغـــرام أو الهــوى أيقنـتُ أنَّـك منبــع الحســـنات مذ كنتُ لا أدري الوصـال من الجــوى كنـتِ الصّفـاءَ وحُجَّــة الآيـات مــذ كان يكتبني الربيــع على الخليـــ ـقـةِ برعماً متوثِّـب الخُطُـوات كنــــتِ النّقـــــاءَ يُحيطنـي ويمدّنـي بروائـع الأنفــاس والهمَسَـات
مذ كُـنتُ ...
كُنـتِ أنيسـتي
قلبـاً يُجيـد الصمْت قُرب أريكتي
قَمَراً يهدهـد بالحنـان مواجعي
وينيـر ليـلاً ظُلْمتـي
تغفـو العيـون جميعُهـا
ومِـداد قلبِـك سـاهرٌ لا يشـتكي
مذ كنـتُ
كنـتِِ غمـامةً
في صيـف أيّـامي
تُظـل حـديقتي
وتعيـد في صمتِ بهاء قصيـدتي
أُنشـودةً تحنـو على جـذعي الضعيفِ
تضمّـه
وتقـوده لفواصلٍ
جَعلـت دروب العـزِّ رمز هويتي
قـد كنـتِ لي أُمّـاهُ مدرسـةً
مثل الصَّبـاح إذا تنـاثر فوق أرديـة الظـلام ِ مُبـدِّدا
مثل الرَّحـيق يُعـانق الأجـراس
مع قطـر النّـدى
مثـل النـدى
مذ كنـتُ ... كنـتِ هـديّتي
وسـوارَ أحلامي وسـاعدَ قـامتي
ومـدىً أصوغ الفخـر منـه جدائـلاً
في خـاطري
ومِـدادَ حـبٍ أسـتنير بخطْـوِه
ويُطيـل حتمـاً بالكـرامةِ هـامتي
أُمـاه يا خير الرفاق لمُتعَـبٍ
في بحـر أحـزاني
يقـود الى الأمـان سـفينتي
أُمّــــاه ما زلـتِ الحنــان جــــداولاً تنســاب أشـكالاً من اللفتــــات تعطي بـلا خــــوفٍ عطــــاء مُتيّـمٍ لا يكتفـي الملهـــوف بـالقَطَـرات أُمّـاه إنّـي في فضـائِك لحظـــــةٌ تهفـو إلى التحليـق في الجنّـات قلبي يتـوق الى البقـاء مرافقــــــا دفءَ العيـون ورائعَ البسـماتً ومشـاعري تدنو الى التَّوحِّد مثلما تدنـو الدموع لبؤبــؤ الحدقــات قدمـــاك يـا أُمي محَـطُّ نواظــــري هــاتي أُمـــرِّغ فيهمــا قُبُــلاتي وجبينـك التَّعِـبُ الذي لا يشـــتكي أبـــداً ولا يدنــو من الهفَــوات لا ينحنـي إلاّ إلى ربِّ العبــــــاد بخـالص الإيمــان والصلَـوات إنـي أراه بعيـن قلبـيَ واحــلأــةً أرتـــاح من تَعَبـي ومن نَـزَواتي مَن غير حضنك في البـلاء يضمني ويـذود عنّـي موجِـــعَ الأنـّــــات فضعي يديـك على جبينيَ واذكـري رب العبــاد وسـددي خُطـواتي فيـداك ما خُلقـت ْ لغيـر قداســــةٍ كانـت , سـتبقى موْئل الومضات يكفي فـؤادي من لسـانِك دعـوةٌ حتى أفـــوز بخــالص اللّـــــذات أُمّـاه لن يخبـو بريقُك في دمـي حتـى أجـــود بـــآخر النبضــــات ويظـل ذكـرك والجـلال يحيطــــه كالبـدر يـحسق حالك الظُّلُمـــــات
23/10/2007