|
من أينَ أبدأُ ؟! لم يوفِ الشعورَ فمُ |
ولن يجسدَ ما ألفيتُهُ قلمُ ! |
لحنٌ تموسقُهُ روحُ الوفاءِ على |
قيثارةِ الشعرِ عهداً عطرُهُ نَغَمُ |
دنى لهُ القلبُ يلقي مسمعاً فإذا |
فحواهُ نورٌ ونجوى بوحِهِ شِيَمُ |
وأصلُ إشعاعِهِ وهجٌ وسيرتُهُ |
ضوءٌ وآفاقُهُ تسمو بها القِممُ |
و روضُ أنسامِهِ فجرٌ و مشرقُهُ |
فخرٌ وعلياؤهُ الأمجادُ والشممُ |
وضوعُ أبياتِهِ سحرٌ وحيّتُهُ |
أتت على الشعرِ لولا أنني هرمُ |
حبلٌ من الوِدِ أروي نسجَهُ بدمي |
ومهجةٌ بنضارِ الوِدِ تزدحمُ |
أمدُّ أشطانَهُ حبّاً و مكرمةً |
ولا يساورُني في مدِّها ندمُ |
من أنبلِ الصدقِ أجريتُ الوِدادَ سنىً |
يُهدي الضياءَ وتجثو عندَهُ الظُلمُ |
و ما تحوّلتُ عن عهدِ الكرامِ يداً |
وما تغيّرتُ والأمواجُ تلتطمُ |
و ما تقاصرتُ عن دربُ الوفاءِ وما |
أحجمتُ عن شيمةٍ والنارُ تضطرمُ |
و كم نطقتُ بما يُملي النقاءُ و كم |
ثبتُّ بالحقِ لا تعدو بي القدمُ |
فلا أُساوي بخيرِ الناسِ أرذلَهم |
وهل تُساوى بغدرٍ بائسٍ قِيَمُ |
وما الرِجالُ إذا سِيمَ الوفاءُ وما |
معنى الرجولةِ إن لم تُحفظِ الذِممُ |
من مشرقِ الفضلِ من أرضِ الجزيرةِ من |
عُمانَ أقبل نهرُ الجودِ يبتسمُ |
يا صاحبي أودقت من أُفقكِم دِيَمٌ |
وأمطرَ الودَ من أبياتكَ الكرمُ |
توحّدَ الأصلُ في زهوِ الجدودِ وفي |
أرضٍ زها في رباها الدينُ والحرمُ |
من نورِ "قابوس" |
أشرقتم لنا قبساً |
تحيةٌ من سلافِ الطُهرِ أنسجُها |
وكم يضمخُ أطيافَ الرضى عَنَمُ |
من بلسمِ الروحِ نوراً شمسُهُ ألقٌ |
ولا تشوبُ سنا إشراقِه السُدُمُ ! |