الحب الكتوم
ما أصعب الحب الكتومْ
ما أبخله ...
يحيا كما يحيا العدمْ
يمتص أرواح الهممْ
هل هو مظلومٌ سقيمْ
أم كافرٌ وحشٌ ظلومْ
يربو على كل الهمومْ
يحتالُ كي يبدي الألمْ
للقتل آه ..! ما أعجله
وسلاحه نار الوله
يمشي كمفترسٍ لئيمْ
في عتمة الليل البهيمْ
ينقضُّ كالموت الغشيمْ
مع خفّةٍ مــــا أثقله
وما له أرضٌ حرمْ
وتراه حولك لا يغيبْ
وحيثما وقع النظرْ
ما أجمله ...!
أوّل ساعات السحرْ
أوفي الغروبْ
أوفي الكرومْ
متلألئاً بين النجومْ
أوفي الزَّهَرْ
أوفي النّهَرْ
في النور في أعتى الظلمْ
ما أجهله .؟!
أوفي الشجرْ
أوفي الحجرْ
وفي البوادي والحضرْ
داخل حبّات المطرْ
وتراه أجمل ما يكونْ
ليلاً إذا طلع القمرْ
سبحان من قد جمّله
في ليلة البدر المهيبْ
على هدى الوعد القديمْ
لكلّ صبٍّ أو حبيبْ
يرجو اللقاء المنتظرْ
ولكن الأمر الغريبْ
مع حركاته اللعوبْ
متسمّرٌ مثل الصنمْ
مهما تقلّب لا يقومْ
من ألف قرنٍ لم ينمْ
وصوته صوت السكونْ
ورغم ذاك له نغمْ
نغمٌ لذيذٌ ذو شجونْ
لعله سبب السهرْ
هذا التناقض العجيبْ
قد أوّلوه إلى الجنونْ
أو أوّلوه إلى البله
ويأوّلون ...
ويأوّلون ...
فلا تسل من أوّله
بل التساؤل الأهمْ
أو التساؤل الأمرْ
إن كان من قدر البشرْ
حبٌّ يحيل العمر همْ
هل من مفرٍّ من قدرْ!؟
إياك لا تقل نعمْ .