الصالحية
الصالحية قبلة الأزل على شفتي الأبد .
و زهرة الفجر الندية النابتة بين الحصى والشوك ، الرانية إلى العلياء ، السامية إلى الأفق غير المحدود ، واللانهاية المستقرة خلف كل النهايات .
هي ترتيلة القرآن في المساجد العتيقة ، و أوبة الرجل الشيخ إلى بيته بعد صلاة الصبح ، و أصوات الأجراء يعملون الآلات في أفرانهم مع تباشير النور .
وهي وجوه دراويش حلقات الذكر في لحظات الوجد الصوفي ، و رائحة المسك الذي يعطرون به أيدي من يلقونهم في الطريق ، و صوتهم الصادح في الجو كأنه قادم من وراء بحر الحقيقة : صلوا على النبي .
الصالحية .... هي البداية .... وهي النهاية .... و هي ما بينهما ..... الأرض و الطهارة و المحبة و الصفاء . و أنشودة الخلود حين يعز على التائهين إيجاد الطريق .
الصالحية بشر من البشر ، لكنَ خلف عيونهم أسراراً تحكي الكثير ، و تخفي الكثير ، و تعطي الكثير .
الصالحية ... صرخة تعلو ، ودمعة تغفو ، وضحكة طفل صغير ، وحمام يحلق في الجو أسراباً ، و رجل يلوح له ليهديه السبيل .
وهي الحياة و البقاء و الوجود و الخلود
وهي .....كلمة تجمع كل ما فيها
هي .... الصالحية