|
رَمضانَ بيْنَ الأهلِ والأحبابِ |
|
|
والعيدَ عِندَ ملائكِ الوهّابِ |
أتصُومُ عَنْ دنيا الغرورِ وزادِها |
|
|
والفِطرُ بَيْنَ موائدِ التوّابِ |
مالي عَجِبْتُ وقَدْ هَجَرْتَ مَتاعَها |
|
|
وبَريقَها ومَطامعَ الطُّلابِ |
ورَضيتَ مِنها بالقليلِ ولَم تَزَلْ |
|
|
حَتى رَحلتَ كواقفٍ بالبابِ |
أَمْضَيتَ فيها عَيشَها مُتَخَفِّفًا |
|
|
ومَضَيتَ في سَفَرٍ بِغَيْرِ إِيابِ |
مِنْ بَعْدِ أُنْسِ حَياتِنا بِكَ يا أَبِي |
|
|
أَوْحَشْتَ أَفْئِدةً بِطُولِ غِيابِ |
أَبكيكَ يا أَغْلَى الرِّجالِ بِعَبْرةٍ |
|
|
تَرجُو البِلالَ لحُرْقَتي ويَـبابي |
يَبكيكَ ما أَثْكَلْتَ مِنْ مُهَجِ القُلو |
|
|
بِ وما بِنَا أَبْقَيْتَ مِن أَلبابِ |
تَبكيكَ كُلُّ فَضيلةٍ وصَنيعةٍ |
|
|
ومُروءةٍ ومَوَدَّةُ الأَصْحابِ |
وتواضعٍ نَحْوَ الفَقيرِ وأُلْفةٍ |
|
|
في الأَقْرَبينَ وللصَّغيرِ تَصابِ |
تَبكيكَ هِمَّةُ كادحٍ مُتَعَفِّفٍ |
|
|
ومَشيبُ عُمْرٍ عِشْتَهُ كشَبابِ |
يَبكيكَ مَيْدانُ الشَّآمِ وسُوقُها |
|
|
ومنازلٌ ومرابعٌ وروابِ |
يَبكيكَ مَنْ أَطْعَمْتَهُم وحَبَوْتَهُم |
|
|
ورَفَوْتَهُم وكَسَوْتَ بالأَثْوابِ |
وَكَأنَّ كُلَّ الخَلْقِ إِذْ يَبْكون هُمْ |
|
|
آلُ اللَّبابيدِيِّ في الأَنسابِ |
تَبكيكَ كُلُّ قَصيدةٍ أَكْرَمْتَها |
|
|
بالفَخْرِ والتَّقْديرِ والإعجابِ |
وذَرَفْتُ هَذِي بَيْنَهُنَّ يَتيمَةً |
|
|
وأَنا يَتِيمُ حَنانِ قَلْبِكَ ( يابي ) |
يا رَبِّ بالغُفْرانِ أَكْرِمْ وَفْدَهُ |
|
|
واجْبُرْ عَظيمَ فَجيعَتي ومُصَابي |
واجْعَلْ فَرادِيسَ الجِنانِ مُقَامَهُ |
|
|
مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وغَيْرِ حِسَابِ |