الشَّيبُ والأربعون
شعر:عمر ابو غريبة
تَنْســــــابُ مِن بين اليَــــــدَيْنِ وتَهـــــرُبُ
وتَسُــــــلُّ عُمْــــراً في الخَفاءِ وتَسْـــــلِبُ
دَأْبُ السّــــــــنين تَفـَلُّتٌ وتَسـَــــــــــــرُّبٌ
والخَــــلْقُ مــــــاءٌ طـَبْعـُـهُ مُتـَسَـــــــرِّبُ
مَـــــــرَّتْ عـليك الأربعـــــــــــــونَ كلَيْلةٍ
أو بُـــــرْهةٍ...بل لَمْحـــةٍ لا تُحســـَــــــبُ
ونعى المَشيبُ سنينَ مِن عمري انْقضتْ
مُســْــــتفتِحاً أجـَـــــــــلاً أراهُ يقْـــــــرُبُ
أفـَــلَ الشـــــبابُ بشمسِـــــه وســـــنائهِ
وأضــــاء في ليلِ المَفــارِقِ كـــَـــــوكبُ
كـُـلٌّ نذيـــرٌ لامْـــــــرِىءٍ مُسْــــــــتغرِقٍ
في نَـهْمِ لـَـذَّتـِـــهِ يَعـُبُّ ويشــــــــــــربُ
حـــان ٍعلى الآمــالِ يحلبُ ضِــــــرْعَها
وســـــــــنونَهُ بين الأصـــــــابعِ تُحـلَبُ
حـَـــتّامَ تســـتغشي بثوبـِكَ مُــــــــــدْبراً
وخـــــــريفُ عمــــــرِك آيةٌ لا تُحْــجَبُ
وإلامَ تجعل في المســـــامعِ إصــــــبعاً
والشيبُ يهتفُ:إنَّ شـــــمسـَك تغـــرُبُ
لم تبْقَ غيرُ نهــــــــايةٍ محْتومـــــــــةٍ
فعَـلامَ تضــــــحك للحـــــــــياةِ وتلعبُ
إمـَّـا رُقــــــــــــادٌ لا تـَليــهِ صـَـــــــحْــوةٌ
أو قِـتلَةٌ تُصـْــــمي وعـِرْقٌ يشـــــــــخبُ
نقصَــــتْ على الأيــــــــــامِ كأسُ ملذَّتي
والهــــــمُّ قــــــــــــدْحٌ مـُتْرَعٌ يتصــــبَّبُ
لا غــــــــــرْوَ إنْ أَلْفَيتـَني مـُترنِّحــــــــاً
خــــــــــمْرُ الهمــــــومِ يدبُّ فِيَّ وينهبُ
ولَرُبمـــــا لو كنتُ مــنها خـــــــــــــالياً
لَطَفِقْتُ عن دربِ الهــــــدى أتشــــــعَّبُ
كم غـَــرَّت الأيــــــــــامُ خــــــاليَ مِحنةٍ
وأَضــــــــاع وَضْـــــــــحَ مَحَجَّةٍ متنكِّبُ
لكنمـــا هي رحــــــــــمةٌ قبل الـــــردى
حتى يفـِــــــــــــرَّ إليهِ قلــــــــبٌ متعـَبُ
طـُوِيتْ صــــحائفُ أو عساها أوشـكتْ
نفـِــدَ المِـــــدادُ فلا يــــــراعةَ تكــــتبُ.