|
أهوَ الوداعُ إذاً وما ليَ منْ سبيلْ |
|
|
وانحازَ وَهمُ البَوْحِ للصّبِر الجميلْ |
وتبعثرَ الأملُ الذي عِشنا لَهُ |
|
|
وانْصاعَ صَبُّ القلْبِ يَشْرعُ بالرَّحيلْ |
فإذا الأماني مُضغةٌ للا مُنى |
|
|
والحُلْمُ أمسى دِمنَةً للمُستحيلْ |
وأراكَ خَلْفَ الأُفْقِ تَمضي نائياً |
|
|
تَختالُ مِثْلَ الشّمسِ في ثَوبِ الأَصيلْ |
أَمْسى الطريقُ إليكَ مَسجوْراً وفي |
|
|
سُبُلِ الجَحيمِ أُساقُ بالَأمَلِ الذَليلْ |
أمْشي على دَرْبٍ بِهَجر سُعِّرَتْ |
|
|
والنارُ تَكْوي عاتِقَ الدَنفِ الَمليلْ |
أَوَسَوْفَ تَبْكيني كما أبكيكَ أَمْ |
|
|
سَتُشيحُ وَجهاً مَلَّ مِنْ رَهَقِ الكَسيلْ |
أَهوَ الوداعُ إذاً ويصلِبُنا الضَنى |
|
|
وَبِمُقلةِ الأَقْدارِ دَمْعَ أَسىً يَسيلْ |
وعلى جَبينِ الشّمسِ لونُ كُسوفِها |
|
|
خجلاً بِنا فَجَليلُ غَضْبَتِنا ضَئيلْ |
تَرنو بِعَبْرةِ آنِفٍ مِنْ صَمتِنا |
|
|
نَرِدُ الرَّسيلَ وَنَشْرَبُ الكَدرَ الطَّفيلْ |
والبَدْرُ قَد سُمِلَتْ عُيونُ بَهائِهِ |
|
|
أَسَفاً لِفَجْرٍ ناءَ بِالحملِ الثَقيلْ |
منْ صَوتِ مَشروعٍ يَصولُ مُعربِداً |
|
|
وَعلى فَمِ الِمذْياعِ يَسْتَعِرُالعَويلْ |
بِمُفاوضاتٍ فَوقَ مَسرَحِ قَهْرِنا |
|
|
وَحِوارِ خِزْيٍ باعَ ناصِيْة الجَليلْ |
وأَتى عَلى مَسْرى الَحبيبِ مُحَمّدٍ |
|
|
وأناخَ وَجْهَ الأَرضِ للباغي الدَخيلْ |
وفُلولُ منْ سَلبوكَ تَصفَعُ هامَتي |
|
|
والكَفْلُ صارَ مفاوضاً ، فمنِ الكَفيلْ؟ |
قطعانُ أَنْذالٍ تَجَّمعَ شَمْلهُمْ |
|
|
مِن كُلِّ زِنْديقٍ وَمَوْتورٍ عَميلْ |
شَنَقوا عَلى الُجدْرانِ وحيَ جِهادِنا |
|
|
والرُّمحَ والَأقلامَ والسَّيفَ الصَقيلْ |
فإذا عَلى دَربِ اللجوءِ رَعيلُنا |
|
|
يَتلو رَعيلاً أولًا يتلو رَعيلْ |
أزِفَ التَّرحُّلُ أسْرِجوا خَيلَ الردى |
|
|
تَطوي بِنا البَيداءَ للوَطَنِ البَديلْ |
نَمْضي بِعَثْرَةِ هِجْرَةٍ مَلْعونَةٍ |
|
|
لِغَدِ الشَتاتِ، وَبَعدُ نَحْلُمُ بالمَقيلْ |
تباً لغَضبَتِنا! أَكأسُ صُلاقَةٍ |
|
|
يروي الظَما؟ قُطعانُ نرضى بالقَليلْ؟ |
ونُراوِدُ التاريخَ عنْ أَمجادِنا |
|
|
لِنَعيشَ في خَدرٍ بِرُبَّ وقَدْ وَقيلْ |
عجباً لحرْقَةِ سائِرٍ مُتَعَثِّرٍ |
|
|
مَنْ للحُقوقِ وقَدْ أُطِلَّ دَمُ القتيلْ |
أَوَنَحنُ حقاً أُمّةٌ مِن خِيرةٍ |
|
|
مِن قَومِ طه حِبِّ ربي والخَليلْ |
فَعلامَ صَمتُكِ أُمَّتي؟ فِيمَ الرِّضى |
|
|
والخَيلُ قدْ هَرِمتْ بأَفياءِ النَّخيلْ |
أينَ السُيوفُ وأينَ مِنكِ صَليلُها |
|
|
وعلى صَليبِ النأْيِ يَنتَحِبُ الصَليلْ |
أينَ الخيولُ العادِياتُ أغَرْنَ أَمْ |
|
|
أَجْفَيْنَ عن ضَبْحٍ وجافَيْنَ الصَهيلْ |
أَوَسوفَ تَبكينا كما نَبكيكَ أمْ |
|
|
ما عادَ حتى ذَبحُنا يُشفي الغَليلْ |
بَزَغَ النّهارُ بِشَعرِ رأسي ما انثَنى |
|
|
أَملي بتَحريرٍ وإن تاهَ الدّليل |
ما ماتَ حُلْمٌ نابِضٌ أدْمَنْتُهُ |
|
|
بِعناقِ أرضِكَ لوْ بفيْضِ دَمي يَسيلْ |
فارحَمْ حبيبَ القَلبِ واغْفرْ كُلّنا |
|
|
صرعى هُنا في دَربِ هِجرَتنا الطَويلْ |
عزَّ السِّلاحُ وخذَّلونا إِنما |
|
|
نأتيكَ في لُقياكَ للمَوْلى سَبيلْ |
أنتَ الحَياةُ وَما الَحياةُ سُلالَةُ |
|
|
بِتَوَسَلٍ تُسْتَلُّ من غَلثِ النَّصيلْ |
هيَ مِنحةُ الَمولى ِلَمن بِشُموخِهمْ |
|
|
ضَرَبوا مِن العادي القَوائِمَ والنَّصيلْ |
هيَ حَقُّ أَهلِ الحَقّ من كَصُلاعَةٍ |
|
|
وقَفوا بِوجْهِ البَغْي فانْسَدَّ المَسيلْ |
أنتَ الوجودُ لكَ الُخلودُ ولِلعُلى |
|
|
تمضي بكَ الأيامُ واللُه الوَكيل |