|
أقعى ومدَّ لسانهُ لَهثا |
لاكَ الخنا فأماتهُ غرَثَا(1) |
مُذْ عضَّه المسعورُ والدُهُ |
وغذتهُ من حبُلتْ به الرَّفثا |
لم تلتئمْ شِدقاهُ منْ مرضٍ |
مُعدٍ وغيرَ السُّعْرِ ما ورِثَا |
حيثُ الضبابُ يدُسُّ جيفتهُ |
عن عظمةٍ يمتصُّها بَحَثا |
كفلتهُ مزبلتانِ إذْ رَأتَــــا |
عصْفَ الفجورِ بمقلتيهِ حَثَا |
فنما على أوساخها زمنًا |
يمسي ويصبحُ والِغًا شَبِثَا |
فظًّا يُعربدُ في قذارتها |
هتكَ الفروثَ وضَاجعَ الجُثَثَا |
بزَّ الرِّفاقَ على بذاءتهم |
إذْ لمْ تَفُتْهُ بذاءةٌ حَدَثا |
ومضى تكادُ الأرضُ جافلةً |
تنشقُّ تحْتَ لُعابِه جَدَثَا |
وتجشَّأت طُرقٌ بهنَّ عدا |
وتقيَّأت سِككٌ بهنَّ عَثَا |
وتشكَّلَتْ كُبرى مواهبِهِ |
بقوائمٍ قد شُوِّهَت شرثا(2) |
ماترْدُمُ الأيامُ من فِتَنٍ |
إلا ومنْ أشْلائها نَبَثا |
مُتسكِّعًا مابينَ أضْرِحَةٍ |
بمقابرٍ مهجُورةٍ وجُثا(3) |
قالت له إحدى مزابله |
ورأته بينَ سُطُولِهَا شعِثا |
فيْ صُدْغِهِ أفعى مُجلجلةٌ |
في جوفه الشيطانُ قد نفثا |
ويحَ الدَّراريِّ التي التمعتْ |
عشقَ الوجودُ طُلوعها الدَّمِثَا |
شتان بين النُّورِ منتشرًا |
منها ومنّا الخيْسُ منبعثا |
فضحتْ وَضاعةَ قدْرنا وَسَمَتْ |
ياليتَ لي من فضلِها الثُّلُثَا |
انْبَحْ عليها واستخفَّ بها |
ألصقْ بها الفحشاءَ والخبثَا |
مرِّغ سنا تلك الطوالعِ أو |
لا ألفينَّك فيَّ مُفترِثا |
أصغى إلى الوسواسِ مُنتبهًا |
وتوسَّعتْ أحْداقُهُ نَغَثَا(4) |
ما كان أعجلهُ إذا هَتَفَتْ |
شيطانةٌ بالفُحْشِ ما لبِثا |
ما كانَ أجرأهُ على شرفٍ |
صِرْفٍ إذا ما غيْرُهُ اغْتَلَثَا(5) |
لعقَ الذي في فِيهِ من ذَفَرٍ |
واستقبل الجوزاءَ ثمَّ جَثَا |
"هوْ هوْ" لهيبُ الحقدِ أنضجَهُا |
"هوْ هوْ" يُمَطِّطُ واوَها خَنَثَا |
"هوْ هوْ"..أكانتْ تِلكَ حيلتهُ |
ما شذَّبتْ من قُبْحِهِ كَثَثًا(6) |
لكنَّهُا حِقدٌ يُفرِّغُهُ |
والحقدُ كمْ أفْشى شجًا..وَنَثَا(7) |
كم كانتِ الأوساخُ تستُرُهُ |
لو أنَّهُ في حضنها مكثا |
يا لَلْعقُورِ ويا لشيمتِهِ |
يشتدُّ في طمسِ السَّنَا عبَثا |
فتقطَّعَتْ نبحاته تعبًا |
وتَتَابعت أنفاسُهُ لهَثا |
والنَّجمُ في الآفاقِ ذُو وَهَجٍ |
ما كانَ بالنَّكِراتِ مُكْتَرِثا |
اخسأ ومُتْ غيظًا بلا أسفٍ |
إذْ لستَ إلا تافِهًا تَفَثَا |
مُتْ حيثُ عِشْتَ بجوف مزبلةٍ |
كي تُطعَمَ الْحشراتِ والعُثَثَا |
يا من يُريقُ على قذارتِهِ |
حُممًا ويغسِلُ ذلك الخبَثَا |
ألقمتُهُ حجرَ القصيدِ هجا |
والشِّعرُ في حقِّ المواتِ رثَا |
لولا يمِينُ اللهِ تلْزمُني |
وأخافُ أن أمسي بها حنِثا |
أن أرسلَ الأشْعارَ مُحْرِقةً |
تستأصلُ الأنجاسَ والخُبَثَا |
سفّهته ووطأتُ هامتهُ |
دُون اعتباراتٍ كأيِّ غُثَا |
إني لأرجو حين أرجُمُهُ |
مِنَحَ الذي ما خان أو نَكَثا |
يومًا إذا اصفرَّت بيادِرُنا |
ورجا حصادًا كُلُّ من حرثا |