هديل.. لأنّه الغياب الأبديّ، والرحيل الأخير،،
ولأنّه شجنٌ ويعلَقُ بالضّمير
كانت حكاية فقدها، كلّ الهديل
إلى روح أمّي التي غادَرتُها قسراً إلى مدفن الأحياء،،
ورحَلَتْ دون وداعٍ أخير،،
في اليوم الأوّل لعودتي من هناك
كانت كلّ وجوه الأحبّةِ في انتظاري، سوى وجهها
كان في سماء الفقد دمعةً لا تجفّ!
وبقيّةُ حديثٍ بيننا كانت معلّقةً بانتظار لقاء ظلّت مشبوحةً في حلقي..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
مدخل
كنا هنا،،
كانت تفرقنا الهموم
حتى إذا ما أجبروني تركها،،
عصبوا عيوني، كان آخر ما رأيت تبسّما
ها قد رجعتُ أعانق الطيفَ الجميلَ بخاطري
لما رجعتُ.. ولم أجدها ها هنا،،
لم تنتظرْ
ما شدّ ما أرجو البكاءَ لِينهَمرْ
في فقدها
لكنّه لم يستجِبْ
من يومها وجعي يزيدْ
*****
واستوطنتني في الصّباحِ سكينةٌ
منذ المساء أشَرِّبُ القلبَ الرّجاءَ؛ لِيَسْتَكينْ
وتدورُ ما بيني وبيني الذكرياتُ
أُعيدُ جدولةَ التَّنّفسِ لحظةً
والشوقُ يطرق فوقَ جدران الحنينْ
والروح مقفلةُ الدروبِ ودمعُها
في قعر بئرٍ غائرٍ
حفروه شِقّا في دمي،،
فلمَ البكاءُ تعيدُهُ ذكراكِ لي
وأسيرُ تقتلني الحقيقةُ أختفي
منها وراءَ جِدارِ أحلامي العتيقةِ منذُ آلاف السّنينْ!
ها إنّني خبّأتُ دمعاتي لكي
لا تبصري الدّمعَ الهَتونَ بِمُقلتي
عندَ الّلقاءِ فتألَمينْ
وأراكِ من شقّ الجدارِ بعيدةً
أنفاسيَ الحرّى سَتكشِفُني لِلَيلِكِ
لا أحبّ الذكرياتِ العارياتِ؛
يَلُفّها بردٌ وحرمانٌ مبينْ
فَلْتُمهِليني رَيثَما يأتي الرّبيعُ
بُعيدَ هذا العمرِ ضاعَ،،
وأنهكتني لهثةُ الجَريانِ فِيَّ وراء نافذتي التي
كانت تُطِلُّ على المدى
من خلفِ حِرماني وبُؤسي وَالآنينْ
...
من فوقِ جرحي
تُمطر الطرقاتُ ذكراكِ، تُبَلِّلُ أضلُعي
والدفءُ سِحرُكِ حين تأتيني ربيعاً فوقَ بردِيَ تُشرِقينْ
من كومة الأشياءِ ألفُ خِزانةٍ
خبّأتُ فيها كلَّ أسراري وها
أنتِ انهَمَرتِ على مُحيّا خاطري،،
لكِ أبتسمْ
وأُحَرِّرُ الدمعَاتِ حين أكون وحدي في المسا؛؛
... فتّتِ قلبي في الغيابِ
فلا تلوميني لساني اغتاله الصّمتُ
حضوري ناطرٌ حكم الغريبْ..
فلتَنظُري عيني، انظريني واقرأي
ماذا أخبّئُ من كنوزٍ لِلّقاءِ فتفرحينْ
كم من سياجٍ قد بَنَوا من حولنا؟؟
لم تخبريني حينها.... ،،
لم تخبريني قبلها.....
وأنا جبنتُ، سقطتُّ في قاعي، أنا
خبّأت وجهي في يديَّ وما رفَعتُهُما سوى
بعد الأوانْ
فلكم أقولُ لقد أطلتُ الصّبرَ،
أركلُ صمتِيَ المملوءَ أمكنةً
وألعن هذه الأقلامَ خرساءَ اللّسانْ
تأتينَ، في خَجلٍ أعُضُّ على شِفَاهي
أبتسمْ
علّمْتِني أن أحتفي بالقادِمينْ
هذا المساءُ رَوائِحُ الذّكرَى تَهُبُّ بِخاطِري
وأشُمُّ رائحةَ الدُّموعِ الـ سوفَ يُسقِطُها الرّحيلُ
على شَفا أوراقِ دَفتَرِيَ القَديمْ
ذي وشوشاتُ النّارِ في وقتِ المَساءِ
أمامَ حُجرَتِنا القديمةْ،
لا زلتُ أذكرُ بابَها،
والداليةْ
والزنكُ تقطُرُ منهُ حبّاتُ المَطرْ،،
فوقَ الأواني أغنياتٍ لَحنُها شدوٌ حزينْ
ليلاً،، بخارُ الماءِ يَرسمُ لوحةً
شُبّاكِيَ المَكسُورَ.. ما هذي الشقوقْ؟
هل يَنفُذُ التّحنانُ منها كي تُراقِصَني الجراحْ؟!!
وعلى الطريقِ تراقَصَت شجراتُ سروٍ
عانَقَتها الريحُ قاسيةُ المدى
والريحُ عاشقةٌ حنونْ
قد تعشقُ الموتَ المجلّل بالأسى حدّ الجنون!