تمهل ...تمهل ولا ترتمي
على ثغر عاجلةٍ مرغما
تفوح السرائر من عطرنا
بلون العيون ونفح الومى
تمهل خطاك فما قد بدأنا
لرسم ظلالِ غيوم السما
أما كان نبض الوفاء..حنينا
وذكرى نضيء بها الأنجما
مسائل كانت وما بيننا
بسفر الإخاء ولن ترجما
فما بالحياة نعيمٌ مقيمٌ
ولا السر سرٌ لأن يكتما
توارين وجهك خلف المرايا
وزهر الشفاه بدا بلسما
لنرشف من نسمات الرياض
عبير الوجود ولحظ اللمى
فعودي كما يوم ذاك التقينا
ولون الورود غدا مَعْلَما
فما عاد قيداً حديث القلوب
إذا ما اشتهاء النفوس غما
تشذَّب غصنيَ فوق المدى
وباحت به الروح روح النما
فأيقن في منتهى الناهيات
حفيف الجنان وصوت السما
أثيراً توشوشه الذكريات
وعذراً يتمتم في إنَّما
فلا تبق صدّاً لنهرٍ تدلى
يروم جناه بأن يَسْلَما
فلا شارداتٌ تبيح الشرود
ولا خطَّ داكِنهُ المعصما
ويسأل ربَّ العباد هدُاهُ
سبيلاً... ويطمح أن يرحما