|
وَلَّتْ فهاتِ شُجُونَهَا يَاسَاقِي |
وَاشْرَبْ مَعِي كَأْسًا عَلَى أَشْوَاقِي |
هِيَ أولُ المعْنَى وَآخِرُ مَا أَرَى |
فِي صُحْبَةٍ مَرَّتْ وَجُرْحٍ بَاقِي |
مَازَالَ يُوجِعُنِي الفِرَاقُ فَصُبَّ لِي |
خَمْرِي وَدَعْنَا مِنْ شُؤُونِ فِرَاقِي |
وَدَّعْتُ سُمَّ الخَلْقِ حَيْثُ تَرَكْتُهُمْ |
وَوَجَدْتُ فِي سُمِّ الطَلا تِرْيَاقِي |
سَأَظَلُّ أَشْرَبُ مِنْ صُنُوفِ وَجِيْعَتِي |
حَتَى أَمُوتَ بِجُرْحِيَ الخَلاقِ |
أَنَا مَنْ عَرَجْتُ إِلَى سَمَاءِ قَصِيْدَتِي |
فَرَجعْتُ دُونَ نُبُوَةٍ وَبُرَاقِ |
تَمْتَصُّنِي جُمَلٌ وَيَمْضُغُنِي المَدَى |
وَيَبِيْعُنِي لَيْلٌ عَلَى إِمْلاقِ |
قُلْتُ ارْتَطَمْتُ بِغَيْمَةٍ شِعْرَيَةٍ |
فَطَفَقْتُ أُخْفِي سَوْءَةَ الأَوْرَاقِ |
لَمْ أَخْتَرِ الجُمَلَ التِي فَرَّتْ مَعِي |
ليكون مفتعلا بها إخفاقي |
مَا تَخْصِفَانِ عَلَيَّ مِنْ أَشْعَارِهَا |
أَيَكُونُ فِي شَجَرِ الكِلامِ وِثَاقِي |
مَادُمْتُ حُرًا لَنْ أُرَتِبَ نَغْمَتِي |
مَادَامَ حُرًا فِي فَمِي إِطَلاقِي |
جَرَّبْتُ كُلَّ الشَّارِبِيْنَ رَأَيْتُهُمْ |
مَرُّوا عَلَى خَمْرِي وَلَمْ تَتَسَاقِي |
إِنْ كُنْتِ فِيْمَا تَنْزُفِيْنَ نَبِيَّةً |
فَأنَا مِنَ الإِحْرَاقِ لِلإِحْرَاقِ |
لا أَرْضُنَا أُمٌّ يَنِزُّ حَلِيْبُهُا |
وَحَلِيْبُنَا نَزْفٌ إِلَى الأَعْنَاقِ |
تَأْوِي مِنَ الأَعَمْاقِ للأَعْمَاقِ |
مَا بَالَ جُرْحِكَ كَمْ يَنِزُّ لِسَاقِي |
لِتَعُودَ تَشْرَبُكَ القَصِيْدَةُ ظَامِئًا |
وَتَعُودَ تَشْرَبُ فُرْقَةً وَتَلاقِي |
وَجَعُ المَشِيْبِ تُراهُ أَمْ رَجْعُ الصِبَا |
أَمْ نَدْبَةٌ فِي قَلْبِكَ الخَفَّاقِ |
لَوْ كَانَ لِي أَنْ أَشْتَري خَفَقَانَهُ |
وَأُرِيْحَهُ مِنْ خَيْبَةِ العُشَّاقِ |
لَوْ كَانَ لِي وَطَنٌ تَرَكْتُ فَصَاحَتِي |
وَأَتَيْتُهُ مَشْيًا عَلَى الأَحْدَاقِ |