|
شلَّ اللسانُ وزُلزِلَ التكوينُ |
يا خبث قولٍ مَن هو الملعونُ ! |
فسقاً يغصُّ بهِ اللسانُ ومسمعٌ |
ولِكفرِهِ يأبى لهُ التعلينُ |
يا بنت سخفٍ لن ألومكِ إنّما |
لومي لمن عن أمرها مجفونُ |
أين الشريعةُ هل غدتْ أحكامها!؟ |
ليستْ لنا وزمانُها مدفونُ |
أين الكتابُ وأين هديُ محمدٍ |
أم قدْ تولّى بالشريعةِ حينُ |
أذني يخدّشها البغيضُ وخافقي |
مما أغارَ مسامعي مغبونُ |
فوددتُ أنّ السيف مسلولاً وفي |
يمناي يذكي حدَّهُ التسنينُ |
وبقربها إمّا تعود لرشدها |
أو لا يُلفَّ بجسمها تكفينُ |
يا أيها الخطّابُ أينك كي ترى |
عصراً وفي أعقابهِ تهوينُ |
هذا يجورُ وذاك يفسقُ أمرهُ |
والرّدعُ في أفواهنا مسجونُ |
قد صار وضحُ الشّرِ في أنصابنا |
والخيرُ في جوف الورى مكنونُ |
والمنكرُ اجتاحَ الصباحَ مدادُهُ |
يرمي القذى في من لديهِ عيونُ |
والنهيُ ليس لهُ يدٌ في عصرنا |
بترتْ يمينٌ واليسارُ يمينُ |
إنّا تظلّلنا فنون هدايةٍ |
فيها أفاعٍ شكلهنَّ غصونُ |
حرباءُ تصبغ جلدها بلصيقها |
خدعاً إلينا ينتحي التلوينُ |
فينا ومنّا الداءُ أين دواؤهُ ؟ |
يا مسلمين وحالنا محزونُ |
إن لم نكفَّ قريبنا عن سوئهِ |
كيف البعيدُ يسيرُ نحوهُ دينُ |
من كثرِ ما يجتاحنا شرُّ الورى |
ولعجزنا, أمسى عليَّ جنونُ |
إنّي لأُسألُ ما عملتُ وأنتمُ |
مثلي وكلٌّ للحسابِ يكونُ |
هذا الزمان وإن يطولُ سينتهي |
وتُغرِّرُ المرءَ الجهولَ سنونُ |
لا تصمتنَّ إذا بدا لك منكرٌ |
فستُسألنَّ ويشهدنَّ أمينُ |
يا ربُّ يا رحمن يا حامي الحمى |
أنت الإلهُ وللعبادِ معينُ |
دخلت إلى أذنيَّ ما كفرتْ بهِ |
فوددتُ أن على المسامعِ طينُ |
فقد افترتْ بالقذفِ بنت زمانها |
كفرتْ بقولٍ للطهورِ يهينُ |
لعنتْ لتمدح أيُّ مدحٍ هكذا |
كذبتْ فثارتْ غيرةٌ وأنينُ |
يا ربُّ شلَّ لسانَها ويداً لها |
إذ صفّقتْ واسُتهويَ التلحينُ |
يا خيرُ خلق اللهِ يا هادي الورى |
يا عابدَ الرحمن يا مأمونُ |
يا أيّها المبعوثُ فينا حبّنا |
لك ظاهرٌ ويزيدُهُ المبطونُ |
شرفت بك الدنيا وأنورَ فجرُها |
طهرتْ بك الأفواهُ والتضمينُ |
لا لم تغبْ والجسم في طهر الثرى |
سكناك في نبض الفؤادِ حنينُ |
ولبعد ذكر اللهِ ذكرك طهرنا |
أنّى اتجهنا أو تُدارُ شؤونُ |
يا أمّةَ الأسلام راعوا الله في |
كلِّ الأمور فللمسيرِ قرينُ |
ونهايةُ النفحاتِ منّي أمّتي |
شمسُ الربيعِ ونسمةٌ وفنونُ |
صلّوا على الهادي الأمينِ المصطفى |
ما أبصرتْ صحفَ الحياةِ عيونُ |